Thursday, March 28, 2013

عن نظرية امنا الغولة اتحدث

لنفترض جدلا قارئى العزيز انك من هؤلاء الذين كانت تهددهم امهاتهم بمجىء الغولة ان لم يهموا الى النوم فورا , ولنفترض ان تلك الغولة كانت مصدر خوف شديد لك حينما كنت طفلا لا تعى الكثير .. برأيك كيف كنت لتتصورها تفعل او تتصرف ..كيف كان لها فى خيالك الطفولى الخصب ان تبدو لتخيف الجميع وتجعله مرتاعا ملتاعا فى انتظار رحيلها باستمرار او على الاقل بانتظار اقل الخسائر منها والا تكون قد قررت ان تأخذ حياتك او حياة من تحب وان تكتفى فقط باخذ العابك وترحل
بالفعل انا الان ابحث فى خيالك الطفولى وان كنت عدت بالماضى بعيدا لتتذكر خيالاتك المخيفة من تلك الكائنات الهلامية الغير موجودة فانا قد نجحت فى الوصول بك الى الفكرة التى اريد اثباتها
يفاجئنا قيادات جماعة الاخوان المسلمين كل يوم بالقاء بالونات الاختبار فنجد ابواقهم الاعلامية من قنوات تليفزيون وصحف ومواقع انترنت تفاجنا باخبار محتملة عن تعيين فلان او تنصيب علان او اعادة هيكلة المكان المقصود الذى لطالما اثر تأثيرا شديدا فى مجريات الامور وذلك بهدف ما يعرف بيننا نحن العامة بخطة التمكين والاخونة وما يعرف بينهم هم الخاصة بالحق المكتسب الطبيعى الذى يعد اقل القليل فى مقابل ما صرفوه من سنوات اعتقال وتعذيب والاهم من هذا كله فى مقابل ما حصلوا عليه من غنيمة الصندوق الذى نصبهم على عرش السلم الاجتماعى المصرى ليصيروا اولى الامر والنهى والتقرير
ولكنهم مع علمهم باللعبة التى لا تستوعب طموحاتهم وهى الديمقراطية والتى تقدم لهم غنيمة مؤقتة مشروطة بحسن افعالهم وحسن ادارتهم وحسن تصرفهم الذى قرروا ان ينحوه جانبا ولا ينشغلون سوى بتمكين انفسهم - مع علمهم بقواعد اللعبة الضيقة قياسا بطموحاتهم وتضحياتهم كما يرون فقد قرروا الالتفاف على ذلك الامر مستغلين خيالك الطفولى المترسب بداخل عقلك الباطن وبموروثات الطفولة المتبقية بعقلنا الجمعى جميعا والتى تجعلنا نتخيل دائما ممن لا نثق بهم ولا نأمن لهم الاسوأ والاصعب
هذا الخوف الطفولى لم يحتج الاخوان كسلطة حاكمة ان يدرسوا علم نفس الانسان المصرى لكى يطبقوه عليهم ويستخدموه فى خطة تمكينهم بل هو اداة من ادوات اى سلطة تتجبر ونجد انهم قد طبقوا هذا المبدأ فى عدة مواقف جعلت منهم مصدر رعب وارعاب جعلت الكثير من الكتاب والمثقفين وناقلى الاخبار دون ان يشعروا يضخمون من احداث صغيرة ويحاولون ايقاظ الناس لخطط غير معلنة بشكل لم يزد الناس تجاة الاخوان سوى ذلك الخوف من المجهول وخشية الغموض الذى يلوح فى افقهم ويرونه قد يؤثر فى مجريات حياتهم مما صعب الامر علي جميع الذين يحاولون بذر ثمرة التغيير فى النفوس والعقول
فلا تتعجب عزيزى القارىء حينما تسمع قياداتهم تتحدث عن اعادة هيكلة للمخابرات او الجيش او الداخلية او كل تلك الاسماء المرعبة التى توحى لك انهم على مقربة من امتلاك ذمام امورها وامورك
ولا تأخذك الدهشة حينما تسمع رئيسهم المعار بدلا من ناب مرشدهم بتحدث عن التضحية بالبعض او التلويح باصابعه او اى شىء اخر
هم يستغلون خوفك الطفولى من تلك الغولة التى لا ترى وجهها وهى فقط كيان ضخم وعملاق مختفى فى ملاءة تسمى الاخوان المسلمين
كل ما عليك هو العلم بل واليقين بان كشف الملائه عن تلك الغولة لن يصدر عنه رؤية وحش ضخم قادر على تعكير صفوك
بل هى اقزام متراصة فوق بعضها يحركها رجل ويحدث لها تلك الضجة
فقط كل ما عليك فعله هو ادراك ان تهديد والدتك بامنا الغولة لم يكن سوى امرا طفوليا بحتا وانك ان سألتها الان ستخبرك انها كانت تمزح معك لتجبرك على النوم مبكرا,, بعد التأكد من خرافة امنا الغولة عليك الاتجاة الى الغولة التى تريد ايهامنا بكينونتها المزيفة لتكشف عنها الغطاء وتتأكد بنفسك ان الاعيب اعادة الهيكلة والتمكين من الاجهزة السيادية ومزاعم التضحية بنا عن طريق قتلنا او اعتقالنا لم تكون سوى همهمات اقزام وصلت الى مسامعك عن طريق استغلال الخوف والكبت
واذكرك عزيزى القارىء ان الوحش هو الذى يهاجم بلا استئذان و لا يهدد قبل الهجوم
ولكن الجبناء فقط هم من يهددون ويتوعدون

1 comment:

Yasser Elgohary said...

انا مش قولتلك تمنشنينى لما تكتبى مقال جديد :/