Friday, July 11, 2008

انا وفادى

عذرا ان كنت قد تسببت فى ارتفاع مبيعات ادوية ضغط الدم ولو بنسبة ضئيلة تساوى عدد من قرأوا وزاروا المدونة فى الايام الاخيرة
ولكنهاا لحياة
تشعرك كلماتى اننى عجوز شارفت على الموت وتستعد الآن بشراء كفنها وتقديم وصيتها وكل تلك الطقوس التى يفعلهاا لقادر عليها حينما يشارف على نهايه العمر
اؤكد لك سيدى القارىء انك ولله الحمد
غلطان
(عادى كلنا بنغلط بالمناسبة)
اما عن عنوان البوست فهو الامر الذى يخرج بالمدونة عن سياقها ونهجها فى الاونة الاخيرة املا منى فى استعادة بعض المرح الذى يتوافق ولونها الوردى الهادى والذى يتنافى والوان تدويناتها القاتمة السواد
كنت استقل حافلة
على يمينى يجلس رجل خمسينى ملتح يبدو عليه الصلاح وعن يسارى يقف طفل فى الخامسة يبدو انه سأم ان تبقيه والدته بجوارها فقرر التنزه بالحافلة حاملا (عوامة) و(كرة جلدية) وحريصا على ان يظهر شعره الناعم المنسدل على عينيه فى مظهر لائق رغم انشغال كلتا يديه باحماله الصغيره
وقف بجانبى وقد سقطت كرته
فناولته اياها: كورتك يا كابتن
فأجابنى فى اباء:شكرا
واكمل طريقه ليصل الى نهاية الحافلة وكأنه فى جولة تفقدية
ثم همّ عائدا وكأنه قد اكمل عمله على افضل ما يكون ومر بجانبى فسقطت عوامته
فناولته اياها :عوامتك يا كابتن
فأجابنى فى ضيق:شكرا
وفجأة
وقفت الحافلة فجأة مما سبب سقوط العوامة والكرة وحارسهما الصغير
سقط على وجهه
حملته من على الارض واجلسته بجوارى وظللت اهدأه وهو يصيح:
كورتى
فالتقطتها واعطيته اياها
فصاح مرة اخرى
عوامتى
فالتقطتها ووضعتها فى رقبته وظللت احادثه
يا كابتن ماهو مفيش حد يتمشى فى الاتوبيس كدا كأنه فى جنينه بيتهم
بيتنا مفيهوش جنينه
ولا احنا
صاحبى بيته فيه جنينه
انا لو منك اسيب الكورة دى فى البيت وماخودهاش الا وانا رايح لصاحبى العب فى جنينه بيتهم
طيب هاسيبها بس انا بردو بحب العب بيها عند تيته
هى عندها جنينه ؟
لاء
ولا تيته بتاعتى عندها جنينه
واجده يضحك عاليا
فانسى كل شىء واضحك انا الاخرى
ويسألنى
اسمك ايه
شهد ..وانت؟
فاذا بصوت والدته يجيبنى
يلا يا فادى صدعت طنط
انا ماشى بقى هابقى اركب الاتوبيس تانى
وانا كمان
باى
باى
وتمسك والدته بيده وباليد الاخر يمسك هو كرته وتظل عوامته معلقة برقبته كما وضعتها انا
وبينما انا ارقبه حتى يغيب عن نظرى اذا بصوت الرجل الخمسينى ينطلق بجوارى
اهو طلع فادى
وايه يعنى
مسيحى يعنى
لم استطع الرد
لم اكن بحاجة ان ينبهنى الى هذه الملحوظة فقد لمحت الصليب على يديه الصغيريتين منذ ان كان يتفقد الحافلة
ولكننى ظللت افكر
ما هو تحديدا شأنى انا بكونه فادى او شأنه هو بكونى شهد
وفجأة وجدت من ينادى ملوحا
باى باى يا شهد
فاذا بى الوح انا الاخرى
باى باى يا فادى
وتركا الحافلة هو ووالدته وقد توقفت الحافلة فى احدى الاشارات
وظللت انا اتابعه بنظرى
وظل هو ملتفتا برأسه الى الخلف ملوحا