Monday, January 7, 2008

لوران على مفرق المفارق

سلام عليكم
طبعا لاننا تخصص مشاكل وكوارث
فالعيد دا صاحينا على كارثة لوران
عمارة كبيرة وضخمة
وفى مكان جميل انا بحبه جدا
فجأة وقعت باللى فيها ومات فيها كتير
واللى يعرفه اهل البلد بس هو ان حصلت حوادث نهب وسرقة كتير وان الحكومة كانت بتتعامل مع الموضوع بمنتهى
-البرود-اقصد بالحكومة البوليس يعنى
انا بودانى سامعت ظابط بيتكلم عن ان حرامى سرق شوية حاجات الصبح ورجع يكمل بعد الظهر
والرجل صاحب
الحاجات اللى اتسرقت زعلان
وطبعا كان تعليق الظابط على الموضوع"مش يحمد ربنا انه لسة عايش؟"
دا غير بقى الشىء اللى اسمه الاستنطاع
الاسعاف بتتعامل مع الجرحى وهيئة الدفاع المدنى بتتعامل مع الانقاض على انهم رايحين فسحة
وناس بتطلع احياء وناس ماتت تحت الانقاض وكانوا احياء
بصوا يا جماعة انا مش هاتكلم النهاردة عن جزيرة الاسمنت اللى اسمها مجازا اسكندرية
ولا على حياة الابراج اللى احنا عايشينه
ولاعن الاسمنت المغشوش والحديد المصدى و التربة الجيرية والمياه الجوفية وكل الحاجات دى
ولاعن التراخيص الى بتطلع فى نص ساعة بمجرد ما يبقى فيه كاش على الترابيزة
ولاحتى عن صاحبة العمارة اللى دايما بتبقى فى دبى سبحان الله
انا بس عايزة افهم
هو احنا ليه الحكومة بتتعامل معانا فى الكوارث بالاستهتار داوكأن لسان حالهم بيقول احسن تستاهلو
ليه بتسيب الناس تموت قبل وبعد الحادثة
لا بتساعدهم عشان الكارثة متحصلش ولا بيحاولوا يعالجوهم بعد الحادثة؟
ايام اعصار كاترينا بوش كان هايقال لانه متهم بالتراخى فى التعامل مع ضحايا كاترينا
ودا اعصار حاجة من عند ربنا مالهومش دخل فيها يعنى
ودى كمان امريكا اللى الطيارات الهليكوبتر بتبقى فوق مكان الحادثة بعد دقيقتين وربع
يا جماعة لو حد عنده اجابة للسؤال دا يقولى
عموما
انا حاولت اجاوب لاقيت ان الاغرب هو رد فعلنا احنا كمان تجاه الكوارث مش بس الحكومة
احنا كمان ساكتين
وبعد تفكير جه عا بالى انه ممكن يكون دا سببه حاجة لخصتها فى نظريتى اللى سميتها
نظرية تكيف المواطن المصرى مع الكوارث
بتقول النظرية دى اننا كمصريين بنمر ب5مراحل فى تقبل الصدمة او الكارثة
مرحلة الاندهاش والرفض
بعد سماع الخبر مباشرة
واعراضها اتساع الفم على مصراعية وتبريق العينين والسكوووووت المندهش
ومنبقاش عارفين نستوعب اللى بيحصل
مرحلة الغضب
دى بتكون اعراضها احمرار الودان وخروج دخان منها احيانا
وفيها بنبتدى نغضب ونثور ونزعق ونتوعد للى بيحصل ونرفض الكارثة دى ونتوعد فى حال تكرارها
مرحلة الملل
دى اعراضها اكتئاب وكره لنشرات الاخبار
نبتدى نزهق نفسيا من كتر ما الكوارث ومن كتر ما اننا مش عارفين نعمل حاجة ومن كتر قلة حيلتنا تجاه الكارثة
مرحلة التعود
ودى بنكون فيها وصلنا لنوع من السلام النفسى مع الكارثة وبيبقى عندنا نوع غريب من تقبلها والتسليم ليها بل والتعامل معاها على انها جزء من اجزاء حياتنا
مرحلة التبلد
متزعلش اوى كدا
هاثبتلك انه تبلد
زمان كنا نشوف طفل بيموت فى التليفزيون او طفل بيشحت فى الشارع نزعل وندايق ويمكن نبكى
دلوقتى ممكن حضرتك تبقى بتتعشى والتليفزيون مفتوح وحضرتك ماسك الشوكة بتستعد لالتهام طبق مكرونة اذ تفوجىء بطفل مقتول فى التليفزيون
تقول يا حرااااااااام
وتكمل رحلتك مع الشوكة والمكرونة عااااااااااااادى جدا
وكل دا بيؤدى فى الاخر الى التكيف التاااااااااااام مع الكارثة
عشان كدا ممكن اقولها وبكل ثقة
اننا شعب متكيف
تقدر تقولى حضرتك اتكيفت ولا لسة؟
ولو لسة حضرتك- بفتح التاء وكسرها -فى انهى مرحلة بالظبط؟
^_^