Friday, April 8, 2011

عبقرية التحرير

تكمن عبقرية التحرير فى تسميته ومكانه
فتسميته تنم عن نية هؤلاء الثوار الابطال فى تحرير مصر من اكبر طغاتها بل واعظمهم قدرا فى عيون نفسه واذهان المسبحين بحمده طيلة الثلاثين عاما الماضية
ولكن هنا نتوقف قليلا عند عبقرية المكان
ولن ازعجك قارئى العزيز بذكر معلومات تاريخية قد لا تحب سردها لك ضمن هذه السطور ان كنت من محبى المقالات التيك اواى
اما ان كنت مهتم بمعرفة تاريخه فهذا الرابط يكفيك لمعرفة كل شىء عن تاريخ هذا الميدان
ولكنى ايضا لست هنا للحديث عن التاريخ
ولكن ما جعلنى اندهش هو اختيار الثوار لاجمل مناظر القاهرة لتكون خلفية معمارية رائعة لصورة نضالهم المعلقة فى قلوبنا
فتجد فى كل القنوات وصفحات الانترنت صورة لثوار الميدان وخلفهم تلك البنايات العتيقة ذات الطابع الاجنبى بالوانها الرائعة وعبق التاريخ الذى يمتلىء به تصميمها المعمارى
وتتسائل
كيف تتجلى العبقرية فى الاختيار لهذا الحد؟
اعتقد انه ان نم عن شىء فانه يعبر عن مدى عظمة الثورة والثوار
ورغم ان بقية المحافظات اختارت فى الغالب الاعم ميادين مشهورة وعتيقة الا انها فى كل الاحوال لم تكن ميادين جديدة
بل كانت ميادين ذات طابع قديم بنيت فى عهد الاسرة العلوية
اما ما بنى فى عهد مبارك فكانت التجمعات مقتصرة فيه على محاولات لهدمه او حرقه او محاولات لمنع البعض من نهبه او حرقه
ومن هنا نستطيع ان نستشف ان الاعمال العظيمة  حتى وان كانت جمادا لا يشعر ولا يتكلم فانها احيانا يكون لها دور فى قيادة الاحداث
فقط لانها عظيمة
فذلك العصر الذى بنيت فيه تلك التحف المعمارية كبنايات سكنية ابى الا ان يكون له دور فى تحديد مسار النهضة فى مصر بعد عشرات السنين
واليوم بعد طرد الاحتلال الانجليزى والفرنسى والصهيونى والمباركى اشعر انى اتنفس هواءا افضل حتى وان كانت السحابة السوداء لم تفارق ارضنا بعد
لذلك .. عاشت مصر حرة
فى ميدان التحرير
وفى كل الميادين المحررة