Tuesday, July 9, 2013

فيديو سامح مشالى من الصفوف الاولى لمعركة سيدى جابر 5 يوليو 2013


شهادتى على مجزرة سيدى جابر 5 يوليو 2013

ابتداءا من يوم 30 يونيو لحد 3 يوليو 2013 كنت متواجدة ف سيدى جابر يوميا سواء بالنهار ف المسيرات او بالليل ف الاعتصام

عملية تأمين الاعتصام بالليل كانت شعبية بالكامل مفيهاش اى تدخل من جيش او شرطة ورغم وجودنا جنب المنطقة الشمالية العسكرية الا ان الجيش كان وجودة بالكامل بينحصر ف طيارات التصوير والاستعراض والتأمين اللى كانت بتدور ف ساعات الذروة من التجمعات الشعبية اللى كانت موجودة بتنحصر من 4 عصرا ل12 صباحا

كل الايام دى ف سيدى جابر عدت من غير نقطة دم رغم التهديدات اليومية بمهاجمة الاعتصام

لكن ف يوم الجمعة 5 يوليو ولأن الاعتصام اتفض وكل الدعوات يومها كانت مقتصرة ع الاحتفال انا قررت انى ارتاح ف البيت واسيب الناس تحتفل 

جالى اتصال من صديقة يوم الجمعة الساعة 6 مساءا قالتلى انها ف المستشفى الميدانى وان الاخوان بيضربوا الناس ف سيدى جابر والحالة مزرية

نزلت من البيت وكان الطريق الوحيد المؤدى لسيدى جابر ومفتوح هو طريق ابو قير وطريق الكورنيش مقفول

6:45 كنت موجودة ف المستشفى الميدانى واللى كان مكانها ف مسجد سيدى جابر على ترام سيد جابر المحطة

مكنتش متخيلة حجم الدمار اللى وصفتهولى صحبيتى ف التليفون

روحت لاقيت واحد من صحابنا متصاب ببلى خرطوش وقاعد ع الرصيف

الاجواء كان كلها دخان ريحته غريبة مش زى الدخان اللى كان بيترمى ايام مبارك او المجلس العسكرى دخان بيصيب باختناق شديد ولا يحتمل

اول ما دخلت المستشفى لاقيتها عل طول مساحتها غرقانة دم ومليانة ناس مرميين ع الارض بين حالات اختناق واصابات ف العين وكسور وجروح قطعية ف الوش والرقبة والرجل والدراع

حاولت اتماسك على قد ما اقدر والدكاترة قالولى ممكن اساعدهم بايه وفعلا بدأت وانا شخصيا كل الحالات اللى صادفتها كانت كالتالى:

اختناقات غاز اكتر من 50 حالة

مشاكل ف العين اكتر من 30 حالة

كسور ف القدم واليد والركبة 17 حالة

جروح قطعية ف اماكن متفرقة ف الجسم 31 حالة

طلق خرطوش 80 حالة

طلق حى 9 حالات منهم حالة كانت ف الرأس ومات ف الحال

بالنسبة لنوعيات المصابين

كانت اعمارهم من 10 سنين ل50 سنة

وكان فيه عساكر امن مركزى واكدولى انهم مكانوش مسلحين غير بطلقات صوت وقنابل غاز

فى خلال الوقت دا كان فيه محاولات هجوم على المستشفى الميدانى من قبل الاخوان وتم التعامل معاها من قبل اللجنة الشعبية المتولية لتأمين المستشفى وبدأت مرحلة التحقق من دخول وخروج اى حد ف المستشفى

الامهات والاخوات اللى كانوا بيجوا يطمنوا على ولادهم المصابين كانوا اكتر حاجة بتخلينى مقدرش اقاوم الصدمات اللى باشوفها وبتوصلنى لحالة من الانهيار

بدأءا من الساعة 1 صباحا بدأت الحالات المتوافدة ع المستشفى الميدانى تقل لحد ما انعدمت وكانت اخر حالتين اصابة جرح قطعى بطوبة واختناق من الغاز

طلعت استكشف عرفت ان الجيش وصل وقدر يطوق الاخوان المجرمين من ناحية البحر وقبض عليهم وقدر يقبض ع الناس اللى على اسطح العمارات المطلة على شارع المشير احمد اسماعيل وكانوا بيرموا علينا مولوتوف وبيضربوا طلق حى وخرطوش

قابلت صحابى وحضرنا احسن منظر ريح قلوبنا شوية

كانوا الاخوان مقبوض عليهم ف مدرعة الداخلية والناس واقفين على المدرعة وهى بتلف ف الميدان ومشغلة السارينة والناس بتحتفل وبتسقف

واحد مصاب ف راسه لاقيته بيزعقلى وبيقولى "شفتى يا دكتورة اهم اتحبسوا زى الكلاب واخرهم نتفرج عليهم جوا قفص"  ساعتها قلتله لا انا دكتورة ولا هما كلاب مفيش كلب بيقتل اخواته ويحرقهم بمولوتوف

الناس رغم الدم والحروق منظر المدرعة ريحهم

واحنا مروحين بعد الدنيا ما هديت شفت اثار الدمار اللى عملوها الارهابيين الاخوان ف شارع المشير احمد اسماعيل وكورنيش سيدى جابر

حرق وتكسير ارصفة ومحلات وعربيات 

ريحة الدم والموت سيطرت على سيدى جابر بعد 5 ايام من النضافة واجواء احتفالية سلمية 

الهتاف والالعاب النارية والشماريخ والليزر اللى كان مالى سيدى جابر اتحول فى ليلة 5 يوليو لاشباح دمار ودم وصريخ امهات عيالها ماتت او اتصابت 

اخر كل يوم ف الوقت دا كنا بنبتدى نشيك ع الميدان وننضفه بس يومها كنا بندور على حد يمسح دم اخواتنا من ع الارصفة

دى شهادتى ومكتبتهاش عشان اثبت اللى حصل

اللى حصل متوثق بفيديوهات 

انا بكتب دا لاى حد كمان كام شهر ممكن قلبة يحن

او يكلمنا عن ضرورة عدم الاقصاء

او اى كلام مايع من بتاع نشطاء السبوبة

يبق يرجع يقرا الكلام دا ويعرف اننا لن نصالح

ولاد الكلب دول لازم يرجعوا السجون ويتعلقوا ع المشانق

دا جزاء اللى اقترفته ايديهم

اليمينيين الاصوليين المتطرفين المتمسحين بالاسلام مالهومش مكان بينا

الاسلاميين مالهومش مكان بينا

اى حد عايز يخلط الدين بالسياسة وينافس على اى منصب

وانا واضحة اهه باقول اى منصب

ان شالله  امين فصل ف مدسة

صدقونى هنحاربه لاخر نقطة ف دمنا

دم اللى ماتوا مش هيروح هدر وهننضف البلد من الاسلاميين الاوساخ

دا وعد

Saturday, June 29, 2013

قالولى العيد فى عيونك

سيبى الفستان هيتكرمش من كتر ما بتلعبى بيه"
هو عيل بتهشتكيه؟
 "ما انتى عندك فساتين كتير انتى كل فستان عيد هتقعد تملسي عليه كدا؟


دا كان كلام الحاجة امى وانا عندى 11 سنة
كانت ليلة العيد وعمالة احاول انام بالعافية
وكل ما اغمض عينى اشوف نفسى لابسة فستان العيد والجزمة وشعرى اللى ماما مالياه شرايط ملونة ومتعلقة ف ايد بابا وعمال اتنطط يمين وشمال وهو يشدنى من ايدى ويقولى اركزى بقى عشان نلحق الصلاة
صلاة العيد والزينة والعيال اللى مسيتنة الصلاة تخلص عشان نشترى اللعب ونلعب بيها

بصوا بقى
بكرة العيد
تلاتين ستة
تلاتين يونيو
صدقونى
انا كل ما اشوف العلم احس بنفس احساسى ناحية فستان العيد
مش عارفة انام
 كل ما اغمض عينى اشوف المسيرة اللى انا ف وسطها بين ناس ثايرة وحرة 
وصوت رفضهم للعبودية واصل للسما
المسيرة اللى مالهاش اول من اخر الكل فيها بيمارس اهم طقس وطنى ف الكون
متظاهرين مالهومش اول من اخر
 كل واحد فيهم قلبه عليك زى ما انت قلبك على كل واحد فيهم
لحظة وصول المسيرة للميدان واجمل طقس تنظيمى غير منظم بيحصل:)
ايوة تنظيمى و غير منظم
 زى ما قريت كدهون
كلنا عارفين اننا لازم ناخد اماكنا ف الميدان
 ويستقبلنا المسيرة اللى وصلت قبلنا 
واحنا نستنى المسيرات اللى هتوصل بعدنا

ده غيرالهتاف
ايوة الهتاف
حريتنا اللى رايحين ناخدها بالقوة
الشهدا اللى شايفنا حاطينا اكفانا على ايدينا وطالعين بالملايين نجيبلهم حقهم
 ونظرة الرضا اللى بنتخيل انهم بيبصوهالنا ساعتها
 ودى لوحدها عيد

بلدى حبيبتى
انتى قسيتى عليا كتير
 واحبطتينى كتير
بس ولا يهمك
براحتك :)
انتى تعملى اللى تعمليه
 وبردو هنشيلك فوق راسنا
بصى
انا قالولى العيد فستان وكحكاية وجزمة جديدة بتلمع
بس العيد يوم ما ولادك يقرروا يرموا الظلم تحت رجليهم ويرجعوكى معززة مكرمة
وعلى فكرة
 قالولى العيد بيت متنفض وسجاجيد مغسولة
وانا اكتشتف جوا منى ان العيد لما انتى تتحررى من كل اللى وسخوا علمك وارضك وسيحوا دم عيالك
بصى بقى :)
انا لو ليا مكان تانى غير هنا انا بردو نازلة احررك انا وكل اللى بيحبوكى
كلنا نازلين نشيل الهم اللى كابس على قلبك وروحك
شوارعك هتنور
وبناتك هتبقى ف امان
وولادك هنشيل من قلبهم الاحباط وخيبة الامل وكسرة النفس
انتى العروسة بكرة
وكلنا هنحضر يوم فرحك بنصرك وحريتك
وحريتنا
ونصرنا
العيد بكرة يا بهية
العيد ف عيونك انتى
 

Thursday, June 27, 2013

انا بدى اروح بلدى

يا عزيز عينى
انا بدى اروح بلدى
اما روحت بقى
 لاقيتها مخطوفة
لاقيتها مضلمة ومنكادة
اكمن النور كان مقطوع
واللى ماسك السكينة جربوع
والريس بيقول انه قابض 
حتى القاضى فاسد
اللى مكيشه فلان الفلانى
عشان يكسب الانتخابات
بس انا مفهمتش
ولا استوعبتش
انا كل اللى كان قصدى
اروح بلدى
 
انا اللى روحت امدلك ايدى يا بلدى
لاقتهم بيدَعوا عليا
انى فلول
ومتسلطة
قابضة من حسنى وجمال وشفيق وامريكا
عربيتك وبيتك ونور الصالة المنقاد
كلهم رشاوى وعمولات
مع ان تانك البنزين
مصفر عداد
وانا يا عالم مكانش قصدى
غير انى بدى اروح بلدى
 
انتى مش كريمة العنصرين
انتى اصلك عربى وجاسوسة
الفراعنة منا واحنا منهم
كانوا كفار وعبيد ولازم نحتقرهم
احنا معانا الدقن المدروسة
طيب
يا اهل الله من امتى بدى افهم
كان الوطن شجرة عيلة وكلام بطايق
وسجل مدنى فيه الجنسية خانة مصايب
مع انى هنا وعشان هنا
واخرها بردو هيلمنى التراب هنا
جواز سفرى خانة الجنسية فيه مصرية
متأخرة عنكم بس زيكم موطية
لاى ريح تدفى البرد الممرمط ف اهالينا
ودايس على احلامنا وبيموتها فينا
انا هى انا 
نسيوتنى؟
انا بدى اروح بلدى

ورضيت بالتكدير
وقفت ف الطابور لاجل ماخد كام لتر بنزين
واستنيت التباع لاجل مل يكمل العربية
 ودفعت الاجرة زيادة جنيهين
النور قطع عليا والمية شحت وطابور الشهر العقارى طويل
والموظف على رقبته الف طوق وسلسلة
بيجره اكل العيش جر
قالى يا بنتى التوكيلات هنا بالامر
تفويض السلطة لاكل العيش
يا حاج انا مش جاية اوكل حاكم
ولا اديلة شرعية على طول ولا بالورب
انا رحت اقول انا موكلاك يارب
من غير ورق ولا عناوين
ولا دفاتر ولا دواوين
ممكن يا حاج تخلصلى الورقة من غير حق الشاى
اصل التباع خد منى اخر جنينهين فكة
والمواصلات صعبة
وانا بلدى بعيدة
وبدى اروح بلدى

 


 

Wednesday, May 1, 2013

نهاية الطريق

اتصورنى هكذا


امرأة عجوز فى السبعين من عمرها تجلس بجوار النافذة فقط لتشتم رائحة النهار


تنظر الى خلق الله المارين بالطرقات


تتذكر نفسها حينما كانت تمر هرولة عائدة من السوق وبيدها حقائب مليئة لا تقوى على حملها


تنظر للاطفال فتتمنى لو ان الله رزقها باحدهم لتتكأ عليه وترى النور بعينيه , النور الذى صارت بعيدة عنه منذ ان غلبها مرضها وصارت لا تقوى على الحراك


ربما لم تظهر الصورة بعض الاشكال الاخرى:




صورة والدها معلقة على الحائط ويظهر فيها يافعا بينما هى - ابنته - صارت عجوزا فتشعر لوهلة انها صارت اكبر منه وتتمنى ان يعجل الله لقاءها به


لتقبل يديه


وتطلب رضاه




منضدة صغيرة مليئة بالادوية والامصال وبجوارهما يقبع ابريق مياة وكوب صغير اضافة الى نظارة طبية بجوار مصحف كبير لتمكن عيونها المرهقة من القراءة بعيدا عن مشاهد محفورة فى ذاكرتها



ذكريات تحمل فستان ابيض ووجه رائع الجمال وفرحة تشوبها ذكريات اليمة فتتمنى وقتها لو انها كانت اقل غباءا فتمتنع عن تذكر ما استوجب نسيانه

ارى فتاة جميلة الوجه لطيفة الطباع تطرق بابها لتسأل عن احوالها وتسألها ان كانت تحتاج شيئا من السوق
فترد عليها بالنفى وتدعو لها
وتتذكر دعاء المرأة العجوز التى كانت تحسن اليها فى شبابها وتشعر حقا ان الديان لا يموت


ادعو الله ان يرزقنى صورة اكثر اشراقا
ونهاية تتفق وحسن ظنى به
وكرما يعلو لاسمه الكريم الودود
ونافذة ..........بلا عجوز وحيدة

Saturday, April 27, 2013

ثورة الطلبة

شهد القرن العشرون تحركات طلابية واسعة لعبت دورا اساسيا فى تشكيل تاريخ مصر الحديث,وبلفت النظر الى العقد الثانى من القرن الماضى نجد ان تأييد سعد زغلول وثورته ضد الانجليز قد انطلقت من الجامعة  وقد شهدت مصر مرحلة تنويريه بايدى مثقفيها كان منبعها الرئيسى هو جامعة جامعة فؤاد,وبمرور الوقت كان اكبر مساند ومؤيد وداعم لثورة يوليو هم طلبة الجامعة الذين امنوا بافكار جمال عبد الناصر وكانوا سندا له فى حشد العزائم والهمم لمقاومة العدوان الثلاثى , وكانت هذه الحركة الطلابية بالمرصاد لمراكز القوى فى الستينيات من القرن الماضى وكانت حجر عثرة فى طريق الاستبداد والطغيان والحياة الخالية من الديمقراطية الحزبية والدستورية,الى ان وجهت الحركة الطلابية هدفها للاسراع بوتيرة تجهيرزات رد الكرامة والارض فى السبعينيات وكانت تلك التظاهرات هى المؤرقة لمحمد انو السادات رئيس مصر انذاك وصاحب قرار العبور وصاحب قرار التخلص من الحركة الطلابية نهائيا عن طريق ترك افراد الحركة لقمة سائغة فى يد صنيعته من اعضاء الحركات الاسلامية الذين ترك لهم حرية التحرك فى مقابل القضاء على الحركة الطلابية المصرية وتشويهها وفعل اصحاب الحركات المتطرفة ما لم يستطع فعله الاحتلال والنظم القمعية والاستبدادية,وما ان انقلب السحر على الساحر وعادت الفئران لجحورها بعد ان قتلوا من تآمر معهم ضد الفكر المصرى الحر حتى صارت الحركة الطلابية تستعد لدخول غمار حرب جديدة مع القمع الحكومى واللائحة الطلابية المعيبة التى تحظر عليهم التفكير والتعبير والتنفس بحرية,وبمرور الوقت صارت الجامعة مكانا لتفريخ العاطلين المغيبين اصحاب المعضلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية اللا منتهية
وبعد ثورة قادها طلبة وخريجين الجامعات اثبتوا ان القمع ابدا لم يكن مجديا فى قتل الحركة الوطنية داخل اسوار الجامعة وان محاولات الافشال والكبت والقهر والظلم والتشرذم التى تمت ممارستها امعانا فى خطة محكومة لتهميش دور الجامعة لم تكن ذات جدوى وان الحياة لازالت تدق فى قلوب شباب الجامعة وان ارواح اجدادهم من الذين اثروا فى مجريات الامور حينما كانوا طلبة  لازالت تبعث بطاقتها الجينية المؤثرة فى مجريات امور احفادهم 
غدا يوم فاصل فى تاريخ الحياة الطلابية المصرية
فبعد كل محاولات الافشال على مر العقود يأتى اول رئيس منتخب بعد الثورة ليستخدم اشباه رجاله من اعضاء الحركات التكفيرية الظلامية فى القضاء على الحركة الطلابية بشكل فج من العنف والبلطجة والارهاب والذى شهدته مصر عن طريق اقتحام بلطجية 
النظام الفاشى الاخوانى الحرم الجامعى باسلحتهم وبذاءاتهم وعقولهم المريضة وارواحهم العفنة
اضف على ذلك ما يحدث للطلبة الناشطين من قمع يبدأ من كبث الحرية وينتهى بالاعتقال والقتل
نحن نواجه نظام لا يعبأ بارواحنا ولا  تعليمنا ولا مستقبلنا
فالى متى ننتظر؟
غداء يوم الكرامة الطلابية المصرية 
الثامن والعشرون من ابريل فى العام الثالث عشر بعد الالفين هو يوم استرداد حقوقنا بايدينا
حريتنا 
كرامتنا
جوده تعليمنا المجانى المكفول لنا من قبل الدستور
حياتنا لن نتركها بيد جماعات ظلامية تعبث بها وبمستقبلنا كيفما تشاء وكيفما تراها بعقولها المريضة والمظلمة المجرمة
الغد موعدنا
نعود احرار او نموت اشرافا

 

Saturday, April 6, 2013

سوبر رئيس

منذ سنوات قليلة كان الجميع حينما يريد توجية خطاب مجازى لرئيس الجمهورية فكان يقول سيدى الرئيس ويكمل عبارته,اما اليوم فها انا اقع فى هذه الديلمة الخلافية الغير منتهية,وان كنت اسأله بالمنطق : يا سيادة الدكتور المهندس النائب السابق فى مجلس الشعب والمتولى الحالى لزمام الامور فى مصر رغما عن انف الجميع ,كيف لى ان اناديك سيدى الرئيس , انا من هؤلاء الذين ساهموا فى اجبار من قبلك على تنحيه لنتخلص من كم العبودية التى تقبع بين طيات عبارة "سيدى" .. اذن فانت الرئيس ..ولا تلك ايضا استطيع الجزم بها خاصة بعد كل اجراءات التمكين والتمهيد لجماعتك والتى صارت اولوياتك بعد تنظيم القوانين الميسرة لتريقهم واتمكنهم من اقتصادنا وسياستنا وثقافتنا ورقابنا ايضا,بغض النظر عن الصيغة اعرف انك تتباهى بحفظك لكتاب الله فى قلبك فاعتقد انك لن تمانع ان ناديتك الشيخ مرسى.
فضيلة الشيخ محمد مرسى حديثى الان موجه اليك , ان كنت قد وصف نفسك بكونك ممثلا لثورة لم تشارك لها ولم تربطك بها علاقة سوى تلك الفوضى التى احدثتها واتاحة لك فرصة الهرب من محبسك فانا بداية لسة راضية عن هذا التوصيف
ولكن بكل بساطة لتوصف نفسك ما تريد الا ان تقول انك رئيس لكل المصريين , ليس بسبب كل هذا التمييز والتفريق فى المعاملة الذى يلاحظه الاعمى والبصير وليس بخافيا على الحاضر والغائب ,, ولكن دعنى ابسط لك المعلومة ,, ماذا فعلت لاطلق عليك رئيسا لى كمصرية ؟ ماذا جنت يداك انت ومعاونيك وحكومتك لتشعرنى بانك رئيسى فحينما ارى ما يسيئنى اخاطبك لتتغير الامور,بل دعك من هذا الكل , ماذا تنتوى ان تغير؟ ماذا انت بفاعل فى مواجهة نقص السولار والمحروقات عموما والازمة تتفاقم منذ اشهر وكل ما تتحدث انت ورجالك عنه هو رفع الدعم وتقنين الاوضاع وتحديد الكمية لاولئك المستخدمين الذين سيتعاملون بالكوبونات وكأنهم عصروا على انفسهم تلك الحدائق من الليمون فقط ليحددوا حصتهم من البنزين والسولار ,, لم يكن هؤلاء فى حاجة الى من يعلمهم قيمة التوفير ويبرز لهم سوؤات التبذير , بل انهم لم يردوا الا احتياجاتهم وابدا لم يتمكنوا من التبذير لا هم ولا اباءهم ولا اجدادهم فضيق العيش كفيل ان يجعلهم يحمدون الله ان استطاعوا ايجدا حاجاتهم اليومية من المحروقات والانصراف بسلام دون وقوع اية خسائر جراء الطوابير الطويلة والتى تجعل البنزين والخبز والغاز غنيمة يتم التنازع عليها يوميا.
دعك من هذا , ماذا انت بفاعل لظلامهم الدامس والذى يضطرون لمواجهته يوميا بفضل سياساتك الرشيدة
كيف ستتصرف حيال ازمة المياه التى يواجهونها يوميا سكان القرى والنجوع ومن المرشح ان يعانى منها اشقائهم فى الوطن فى المدن ايضا فى القريب العاجل بعد تقاعسك عن حل امة سد النهضة والمرور بسلام على جارتنا فى شمال السودان مبشرا ايانا بتلك النهضة التى لم نعرف ان كنت تتحدث عن اقتصادنا المنهار ام سدهم الجارى انشاءه
فضيلة الشيخ مرسى,لقد عمت انك رئيس لكل المصريين وتركتهم يموتون حرقا وغرقا لم تحرك ساكنا حيال حوادث الطرق والقطارات والمبانى المنهارة وكتفيت انت ورجالك بالصقاء التهمة بالنظام السابق
لقد كذبت من ضمن مئات المرات فيما يتعلق بانك كفيل لحرية الرأى فسجنت وعذبت وتحاول انت ورجالك تفصيل القوانين للزج بكل معارض فى غياهب السجون حتى وان كان مثلى يكتب اليك او عنك عبر مدونته او عبر احدى شبكات التواصل الاجتماعى,
اتخيل انك استيقظت صباحا لتوقف تهريب الغاز لاشقائك فى حماس وتؤمن الحدود ضد تجاوزاتهم بل وضد اى خطر يحدق الان بالوطن وهى كثيرة تلك الاخطار
اتخيل انك ترسل برسالة شديدة اللهجة الى اثيوبيا لتوقف بناء السد وتهددها وتتوعد لها لتؤمن احتياجاتنا من المياة وتنقذ مصر من خطر حرب المياه
اتخيل انك تشرف بنفسك على وصول امدادت الكهرباء والمياه والخبر لبيوت اهلك وعشيرتك ولنا ايضا معهم تحت شعار انه من جاور سعيدا يسعد هو الاخر
اتخيل انك  تعلن عن حملة لتعمير الصحراء وانقاذ السياحة وتحسين المستشفيات والمدارس فتؤمن للمصريين تعليما وصحة لطالما حلموا بها
اتخيل انك تعطى اوامرك للداخلية ان اى اعتداء على مواطن هو بمثابة اعتداء على ذاتك الرئاسية وانك ستحيل المخالفين للنيابة ولن تتهاون فى كرامة مصرى داخل الحدود او خارجها بعد الان
عذرا فقد شردت بخيالى فتخيلت ان النهضة التى نعرفها قد تتحقق وليس النهضة كما تتصورها انت واهلك وعشيرتك  من خطط محكمة  لتمكين جماعتك وتعويضها سنوات طويلة من العمل فى غياهب السجون والتخطيط للتمكين من مكاتب مغلقة داخل البلاد وخارجها
هكذا تصورنا انا وغيرى النهضة وكنا نصبو حين خروجنا فى اول احتجاج ودعوة لعصيان مدنى شامل فى مثل هذا اليوم منذ ستة سنوات,, تصورنا اننا حينما نتخلص من نظام يمكٌن لرجالة ومريديه لن نتضطر الى ان نخرج ثانية لنتخلص من نظام ايضا يمكٌن اهله وعشيرته
لذا .. مصر ايها السيد محمد مرسى لا تحتاج لفضيلتك , هى فقط تحتاج لسوبر رئيس يستطيع ان يأتى لما لم يأته به الاوائل ,وبمناسبة الانطلاقة السادسة ادعوك للتفكير مليا ,, انك لك تجد فى نفسك المؤهلات لتكون سوبر رئيس
فقط ارحل
قبل ان تصبح سوبر مسجون يحارب فقط لتلقى معاملة تليق به كرئيس سابق
والايام دول يا فضيلة الشيخ 

Tuesday, April 2, 2013

ماما

ان يبتاع البشر احتياجاتهم  من المتاجر امر عادى لا غبار عليه فقد خلقنا لنتكامل , هذا الامر لم يكن اختراعا ولا اكتشاف.. هو فقط نتاج لاختلاط الناس وتنامى حاجاتها.. فالبيع بالعملات الورقية والمعدنية هو تطور اصيل لعملية المقايضة ,فعلى سبيل ضرب الامثلة التاريخية نجد ان اجدادنا ممن يملكون البقر كان يقايضون جيرانهم من مُرَبْى الطيور فيستبدلون منتجات الالبان بالطيور ومنتجاتها ,, وهكذا تطور الامر الى ان صك احدهم اول عملة ودشن عليها اسمه وصورته وجعل حياتهم اسهل وصورته ابقى واكثر ثباتا فى اذهان الناس وفى ايديهم ايضا .. واليوم فى مقابل حفنة عملات تستطيع ان تشترى كل شىء .. وأى شىء, تستطيع ان تمتلك ما تحتاجه وما لا تحتاجه , تستطيع ان تكون ما تريد شريطة تُمٌلُكِكَ المال . ولكنك لن تستطيع شراء السعادة.
ما هذا السخف الذى افكر فيه لم يتبقى لى سوى ان اتقمص دور يوسف بك وهبى لاطلق ضحكته الشهيرة واغير نبرة صوتى معلنة انه "وما الدنيا الا مسرح كبير"
كفانى سخفا لنرى ماذا علي انا افعل, انه ميعاد ادويتى .. يوميا ابعث بسلامى لذلك العظيم مخترع رسائل التذكير على الهاتف فهو بالطبع قد افنى حياته فى التعويض على امثالى من ذوى الاذهان الشاردة .
قاربت الساعة على العاشرة صباحا وستأتينى امى فى غضون دقائق لتنهى تفتيشها المعتاد على استقرار اوضاعى وجرعات ادويتى وثباتى فى مكانى بلا تحرك .. لم اكن اريد اخبارها بمرضى منذ البداية لهذا السبب فهى دائمة الالحاح على الا اتحرك ودائمة التذمر من نسيانى لمواعيد الدواء بل وهى صاحبة فكرة رسائل التذكير عبر الهاتف والتى لا تثق بها احيانا فتتصل بى لتذكرنى بنفسها وتطمئن ان جرعات الدواء قد استقرت فى معدتى وفى طريقها لصب مفعولها السحرى فى اوردتى..
"الادوية غالية حرام عليكى متضيعيش تعبك ع الفاضى وخلى املك فى ربنا كبير وادعى المرة دى يجبر بخاطرك يا بنتى"
دائما ما اتذكر عبارتها التى ظلت طيلة فترة مرضى ترددها على مسامعى محاولة بث جرعة امل تصاحب جرعة الدواء لايمانها ان الحالة النفسية السليمة تستطيع قهر اى مرض
ولكن اليوم الامر مختلف ..فالدواء لم يعد له اى يتأثير لانه ميعاد اجراء فحص الحمل والذى سوف يجزم ان كانت عملية الاخصاب الصناعى عن طريق حقن الاجنة المجهرى قد لاقى نجاحا ام فشل للمرة الثالثة.. سأعرف بعد ساعات قليلة ان كان شهر من الادوية والاستلقاء وتناول الاغذية الصحية والبعد عن التدخين والتوتر قد جاء بنتيجته هذه المرة ام ان الامر لم يجدى نفعا كسابقتيه من المحاولتين الفاشلتين اللتان استهلكتا الكثير من المال والجهد والاعصاب.
احيانا اغمض عيني وارى الطبيب وهو يخبرنى بما اردت سماعه طويلا .. يبشرنى بتلك الامنية الغائبة عنى منذ سبع سنوات والتى صارت مستحيلة بعد كل هذا الكم من الادوية والعمليات الجراحية والاستشارات الطبية  داخل البلاد وخارجها.
ولاح لى من بعيد نتيجة لفحص قديم كان يُنبؤ حينها اننى قد شفيت من اورام أُزيلت من جسدى بعد ان تركت لعنتها على امومتى واطلت لى برأسها وهى تذوب فى مختبر طبى وتتحلل معلنة ان نهايتها ليست نهاية المعركة .. بل اننى انا من بدأت لتوى معركة فى ازالة اثار عدوانها على انوثتى التى لاقت خسائرا عميقة اثر الجراحات الطبية وجرعات العلاج الكيميائية اضافة الى احتلال سمومها للارض المتنازع عليها بينى وبينها  ليظل جهازى الانثوى المنوط بالانجاب عاجزا عن مداواة اثار العدوان وغير قادر على منحى السعادة التى احتملت الكثير لالقاها.
اذن فالنهاية الحقيقية للمعركة بينى وبين تلك الاورام تتحدد اليوم ان كنت ساعيش ام كاملة ام اننى سأصير كيان لا مفهوم وليس له صفة فى هذه الحياة..سنوات عمرى تخطت الخامسة والثلاثون ولازلت احلم فى كل يوم وليلة ان اسمع كائنا يخرج من احشائى ويبكى , ان يكبر وارى عينيه تلمع حين يرانى , ان يعود من المدرسة ليسأل عنى ويبكى حال علمه اننى ساغيب عنه لبرهه.. ان يثقل كتفى برأسه وهو نائم فى طريق عودتنا الى البيت وانا احمله بهدوء حتى لا ينزعج ويستيقظ  معلنا تذمره من كونى سرير متنقل غير مريح , ان اسمعه ينطق بتلك العبارة التى لا تقدر بثمن "ماما" لعلى حينها سأطلب منه اعادتها الاف المرات , من المحتمل ان ابكى فرحا فى كل مرة يجيب ندائى قائلا " نعم يا ماما " , لا اعرف ما سأفعل ولكنى لا اريد الافراط فى التخيل والتفكير لانه ببساطة لعلى اقف امام الطبيب اليوم ليخبرنى بانه اسف للمرة الثالثة وبان نتيجة الفحص سلبية للمرة الثالثة وبانى امرأة عاقر بلا امل ولا مستقبل وليس لديها من تربيه صغيرا او يبرها كبيرا ويأويها وهى مسنة..لعلى ساواجه شبح الموت بدار للعجزة مرة اخرى واظل انتفض رعبا من كابوس قد ارى فيه موت امى وتركها اياى وحيدة , او ذلك النوع الاخر من الكوابيس الاقل فتكا والتى ارى فيها زوجى وهو يصارحنى بانه لابد له وان ينجب من يحملون اسمه وبانه لن يستطيع الانتظار مطولا ويكتمل الحوار بينى وبينه ليصل لنقطة اللاعودة فيصبح جل ما اطلبه منه هو ان يتركنى بما تبقى لى من انسانية ويقينى شر ان ارى غيرى تشاركنى فيه واسمع اولاده يقولون لغيرى "ماما" ,, فانصرف من حياته وينتهى الكابوس الخاص به ليتبقى لى شبخ الحياة وحيدة , والموت بلا حبيب ولا ابن يذكروننى بصلواتهم مرفقين باسمى عبارة اعتراضية تدعو لى بالرحمة والمغفرة.
ها هى افكارى تجرفنى الى البكاء وقد يتطور الى نوبة بكاء هيستيرى تدخلنى فى حالة اكتئاب لا نهاية لها.. لارى ماذا يعرضون بالتلفاز اليوم لحين وصول والدتى,فوصولها سيمنعنى من الافكار والشرود ,
"دار الشفاء ,, لكل من حرموا من نعمة الانجاب حلمكم صار قريب اتصلوا بنا على الارقام الظاهرة وفريق اطبائنا سوف يرسمون البسمة على وجوهكم"
يا الله .. انها الحصار النفسى , الا يعلم اولئك الاوغاد ان التجارة باحلام الناس امر تعاقب عليه قوانين الانسانية والعدالة الكونية , الا يعلمون مدى التجريح الذى يقذفون به فى وجه امثالى باعلاناتهم السخيفة , اليست المقايضة والتبادل التجارى مسموح فقط فيما يختص بحاجات الناس ومتطلباتهم  ومحرم حينما يدخل دائرة احلامهم واوجاعهم .. انهم تجار الاوجاع من المؤكد انهم لا يكترثون بأمثالى من المعذبين بمصائرهم ويحتاجون من يخفف عنهم اوجاعهم لا من يُعَلِبُ لهم ما حرموا منه ويعرضه فى مادة اعلانية مدفوعة الاجر فى انتظار القادمين المحملين باوجاع جسدية ونفسيه ليكملوا عملية ابتزازهم بحرفية جزار يستعد للاستفادة بكل جزء صغير من ضحيته ليبيع منها قدر ما يستطيع , تبا لتجارة الاحلام وتبا لتجار اوجاع البشر , الا يكفينا نبذ الاقارب والجيران لامثالنا خوفا على اولادهم من الحسد , الم يكتفوا بنظرات الشفقة والعطف فى عيون الاقرباء , لقد قاربت على الخمس سنوات لم اجرؤ على حضور مناسبة اجتماعية واحدة خشية التعرض للتجاهل او الاضطرار الى التعامل مع مظاهر الشفقة والهمزات التى تحاك خلف ظهرى بمجرد رحيلى 

اليوم , قد اصير سيدة قادرة على المواجهة والعودة للحياة من جديد والتفكير بآمالى المؤجلة ومحاولة تحقيقها , وقد استعد لاكمال حياة بائسة وعزلة لا منتهية ارى فيها مصيرا محتوما بفراق الجميع والالتفاف حول نفسى ,, وحدى 


ها هو صوت طرق الباب
وصلت ماما



تمت

Sunday, March 31, 2013

امينة

تتهادى مخترقة شارع جانبى يبعد عن بيتها مسافة شاسعة..تدق الباب تنتظر طويلا ولا مجيب..تعيد الطرق ولكن هذه المرة بصورة اعنف فالبرد اوشك على تجميدها والمطر بدأ فى التساقط كحبات الحصى على ثوبها الاسود الخفيف..لاتملك غيره ولم تتجرأ يوما على التفكير فى شراء بديل له فاولادها الاربعة اولى بكل مليم كما تردد دائما..اخيرا يأتيها صوت حارس العقار متأففا من ايقاظها له فى عز نوة طوبة على حد تعبيرة

-ايه اللى جايبك بدرى كدا انتى جاية تمسحى السلالم ولا تبيعى لبن
-انت اللى نومك تقيل الشمس طلعت بقالها مدة
-انا عارف السكان متمسكين بيكى ليه مش انا اولى بالسبوبة دى
 -رزق العيال هتبصلى فيه

يسحب احدهم المصعد ويعود من جديد حاملا فتاة الدور العاشر .. الجميلة ذات العطر الفواح حاملة لحقيبتها وتهم بالذهاب الى جامعتها ,, تجدها ام ليلى فرصة سخية فتمسك باناء الماء والصابون وتسبق الفتاة الى سيارتها التى تعطيها عشرين جنيها وتطلب منها الاسراع بالانتهاء من تنظيف السيارة لتلحق بجامعتها.
هكذا هى ام ليلى .. تأتى يوميا لمسح الدرج فى البناية بعد اخذ اذن سكانها بان يسمحوا لها ان "تسترزق" منهم فتخرج بحفنة من الجنيهات  وتستكمل مشوارها فى تنظيف البنايات واحيانا فى تنظيف الشقق حسب طلب السكان فتأخذ ما فيه النصيب من اموال قليلة وطعام واحيانا ملابس قديمة زهدها اصحابها فتكون من نصيب ليلى واخوتها الثلاث
تستطيع ام ليلى ان تأمن العيش المحترم لاولادها فى مقابل التخلى عن صحتها وشبابها واحيانا كرامتها ,, فنحن فى مجتمع لازال يرى ماسحة الدرج ومنظفة المنازل بمثابة امة حبشية ليس لها الا السمع والطاعة ,, القليل هم من يقدرون قيمة الانسان ويعلمون ان كلمة "سعادتك" التى تقولها لاحد فى عمر ابنتها هى بمثابة ضربة سيف لانسانيته وليست مدعاة لتكبره واحتقاره لها.
فى ذلك اليوم لم تكن ام ليلى فى اسوأ احوالها فكانت قد رزقت من حيث لا تعلم بما يفوق المائتى جنيها وهو امر استثنائى لا يحدث معها الا فى موسم الاعياد .. ولكن اليوم ورغم الشتوية القارصة الا ان الكثير طلبوا منها تنظيف بيوتهم او كما يسميه المحترمون منهم "المساعدة فى اعمال المنزل" وهمت ام ليلى تذهب الى السوق وفى طريقها لفت نظرها معطف معلق فى احد شوارع وسط المدينة .. كان يشبه ذلك الذى ترتديه صاحبة البناية التى تعمل بها صباحا .. دققت فى سعره فاسعفتها شهادتها الابتدائية التى حصلت عليها منذ ثلاثون عاما وقرأتها

-ت خ في ضا ت .. تصل ل ستين .. 80 جنيه

لعبت الفكرة برأسها وفى دقائق قررت ان تكسر القاعدة وتشترى المعطف .. خرجت به من المتجر وكأنها عادت لتوها من رحلة صعود اعلى قمة جبلية فى العالم..ظلت تحرك الكيس فى ييدها كالاطفال وتمشى الهرولة حينا والهوينة حينا اخر,, كانت فرحة بمعطف العيد الذى لم يأت فى العيد ولكنه فى كل الاحوال اتى 
فى طريقها تعثرت امام متجر ادوات منزلية فسقطت على الارض وانجرحت قدمها فى زجاج كان صاحب المتجر قد تخلص منه بوضعه جانبا لتأتى المسكينة وتتعثر به..هرول صاحب المتجر اليها ليطمئن عما حدث فاذا بحذائها المهترىء قد صار قطعتين وقدم السيدة تذرف دما..فى ثوان لملمت اشيائها ووقفت معاندة لنزف قدمها ولم يحزنها الا شكل الحذاء الذى لا تملك غيره وستضطر ان تدفع ثمنا لتصليحه.
اصر صاحب المعرض ان يطمئن عليها ويذهب بها الى المشفى ورغم محاولاتها اتثناءه بقولها "بسيطة" الا ان الرجل اصر والح عليها لتركب سيارته وتسمح له بالذهاب معها للمشفى 

-بسيطة خالص دى كانت حتة ازازة هى اللى عاملة الوجع والجرح حتى مش محتاج خياطة 

كان ذلك الطبيب مخاطبا اياها وبعدها اخبرها انه ضمد لها جرحها الصغير وانها تستطيع ان تمشى على قدميها بلا ايه مشاكل.. ارتعبت ام ليلى من فكرة جرح قدميها فان جلست فى بيتها لوجع اصاب قدميها فمن اين تأكل وتعلم اولادها..اربعة اولاد فى مراحل تعليمية مختلفة اكبرهم ليلى لازالت فى الثانوية العامة ولن تسمح لها او لاحد من اولاها ان يساعدها او يعتاد على الشقى كما كانت تكرر دائما
اتكأت على صاحب المعرض الذى طمأنها واصر ان يشترى لها حذاءا بدلا من ذلك الذى قضى اجله فى الحادثة ووافقت على مضض وفى الطريق ظلت تتحدث معه وتخبره عن اولادها وهو يسمعها بانبهار وكأنها مراهقة فى السادسة عشر من عمرها تقص عليه روايات صديقاتها وليس امرأة اربعينية تحدثه عن اطفال يتامى ظلت ثمانية عشر عاما تربيهم وتعلمهم وتفتت رصيد شبابها وجمالها راضية سعيدة فى مقابل ان تراهم فى احسن الاحوال
كان يسترق النظر فى المرآة الجانبية بين حين واخر ليرى كيف تتحدث وقد لاحظ كم هى جميلة ذات عينين جذابتان وابتسامة هادئة 
وفى متجر الاحذية اختارت اقل الاحذية سعرا فاصر ان يشترى لها اغلاهم مرددا عدة مرات انها "اقل حاجة والله" وخرجت من المتجر مرتدية حذائها الجديد فوجدت نفسها فجأة تقول للرجل الذى لا تعرف اسمه بعد

 -تعرف ان دى اول مرة حد يشتريلى جزمة من ايام ما كان عندى 8 سنين

رد عليها بابتسامة هى تعى تماما ماهيتها

-اسمك ايه؟

فردت عليه بابتسامة مشابهة

- امينة

Saturday, March 30, 2013

حينما تصبح احلامنا معلقة بعالم اخر





"كانت تجرى لاهثة وراءه,تحاول ان تثنيه عن الذهاب فكرت لو انها تستطيع ان تركض من بيتها فتصل الى الطريق الصحراوى قبله وتوقف الشاحنة التى ستصدمه وترديه قتيلا وتردى معه احلامها وحياتها هى الاخرى,انشغلت بجمع اغراضها فالتقطت الحقيبة الكبيرة وجمعت بها ملابسها همت باغلاقها فتذكرت الفستان الرمادى الذى يحبها ان ترتديه فعادت لتحزم حقيبتها من جديد على عجل لتتفادى نسيانه.لازالت اغراضها مبعثرة حاولت جمعها فى حقائب اخرى..همت بالرحيل واثقة انها ستلحق به قبل ان تصدمه الشاحنة ولكنها تذكرت طوقها الذهبى فهو فى مكانه لم يبرحه كيف لها ان تنسى هديته التى كد وعمل وبذل الكثير من الجهد ليهديها اياها,عادت بثقل حقائبها لتأخذ الطوق فتعثرت فى الطريق وسقطت,وتبعثرت حقائبها على الارض وانغمست متعلقاتها بالتراب..بكت كثيرا حتى اتاها رنين الهاتف ليخبرها المارة ان شاحنة قد صدمته وهو يعبر الطريق, صمتت لحظة وظلت تجاهد لتلملم حاجياتها وتعيدها نقية بلا تراب ولا غبرة..وحينما حاولت استيعاب ما حدث لتوه ادركت انها متسببه بموته فقد كانت تستطيع اللحاق به لو تخلت عن جمع اغراضها ووفرت ذلك الوقت كله لتقطع الطريق..وتذكرت انه لم يكن بقدورها قطع تلك المسافة واللحاق به لتحذيره.حينها بدأ وعيها فى العودة مرة اخرى بينما عقلها الباطن يتلاشى بافكاره لتدرك انها لم تكن تعلم بالاساس ان الشاحنة ستصدمه وانه ودعها لينهى اوراق سفره ولم يحن ميعاد سفرها بعد لتحزم هى حقائبها..حينها ادركت انها لم تكن تسطيع منعه ولا تستطيع استعادته ولن تستطيع الكف عن لوم نفسها لموته..هنا استيقظت من حلمها"

بدأت تفيق من حلم متكرر واذا بفيروز تشدو من المذياع "وانا صرت اكبر وشادى بعدو صغير عام يلعب ع التلج"
اذن الكل متآمر , حلمها وفيروز والمذياع بل وصوت العصافير الذى لا يكف عن مناجاة الخالق والتى تشعرها دائما بان صوتها رسالة لها يبعث اليها بها اليها من مكانه ليطمن عليها
حكت لها جدتها ذات يوم ان جدها يبعث بحشرة مضيئة تحمل جزءا من روحه لتطمئن عليها وتسألتها الحشرة عن احوالها واحوال اولاده واحفاده فتطمئن وتعود لجدى لتطمئنه على احوالنا
_ دى خرافات يا تيتة
_ متقوليش كدا يا بنت حرام عليكى دى حاجة معروفة
تجاريها البنت وتومأ برأسها , تشعر بها للجظة وتترك لها اجمل خرافة تستطيع ايهام نفسها بها لتكتسب صبرها وسلوانها وتؤنس ساعات افتقادها له بالبحث فى الاجواء عن الحشرة المضيئة لعلها تجدها وتتسلم رسالتها من العالم الاخر حيث يسكن نصفها الثانى الذى سبقها الى هناك.
تبتسم جدتى حينما تتحدث عن الحشرة المضيئة  بل واحيانا نسمعها تنادى بصوت عالى متعمدة ان تُسمعنا لعلنا نصدق نداء قلبها لزوجها الراحل
"اهلا اهلا يارب تكون بخير يا سيد الناس "
تضحك امى حين تسمع جدتى تنادى على ابيها مرحبة بالحشرة المضيئة
-         هى رجعت تنادى عليه تانى ؟
-         ايوة يا ماما مقتنعة ان الحشرة رسالة من الجنة
-         سيبيها تعيش على الامل   
امى لا تتحدث مع الحشرة المضيئة ولا تتسلم رسائل من ابى من عالمه الذى يسكن فيه الان هى فقط تذكرنا كل صباح ومساء انه لابد له وان يفخر بنا حيث هو والا نفعل ما قد يغضبه ويجعلنا نخجل من مواجهته يوم يجمعنا به الله فى الجنة.
تثق امى بان الله سيدخلنا الجنة وتؤكد عن ذلك باننا لم نؤذى احدا ولم نقصر تجاة من يطلب العون فلم لا يدخلنا الله الجنة

للجنة ابواب سبعة جميعها معلق عليها اسم الله الرحيم فبرحمته فقط يهون علينا مصائب الدنيا وهول الحساب والصراط, حديث امى يزيدنى يقينا بمكانى فى الجنة فهؤلاء الذين يفقدون احبائهم هم اكثر الناس تعلقا برحمة الله واحوجهم لعونه ليواصلوا حياتهم التى كتبت لهم ان يعيشوها بعيدا عن من تعلقت بهم قلوبهم, هؤلاء الذين لم يحن ميعاد حزم حقائبهم بعد ولازالوا ينتظرون نداء احبتهم من عالم اخر.. تظل قلوبهم معلقة بذلك العالم ويصير الامر اشبه بالحلم الذى يحاولون ان يروه عنوة لعل ابتسامة من احبائهم تعينهم على فراق لم تزل الامه مبرحة رغم مرور السنين

وتظل فيروز دوما تذكرنى بانى اكبر وانه سيظل على حاله , عام يلعب ع الثلج




Thursday, March 28, 2013

عن نظرية امنا الغولة اتحدث

لنفترض جدلا قارئى العزيز انك من هؤلاء الذين كانت تهددهم امهاتهم بمجىء الغولة ان لم يهموا الى النوم فورا , ولنفترض ان تلك الغولة كانت مصدر خوف شديد لك حينما كنت طفلا لا تعى الكثير .. برأيك كيف كنت لتتصورها تفعل او تتصرف ..كيف كان لها فى خيالك الطفولى الخصب ان تبدو لتخيف الجميع وتجعله مرتاعا ملتاعا فى انتظار رحيلها باستمرار او على الاقل بانتظار اقل الخسائر منها والا تكون قد قررت ان تأخذ حياتك او حياة من تحب وان تكتفى فقط باخذ العابك وترحل
بالفعل انا الان ابحث فى خيالك الطفولى وان كنت عدت بالماضى بعيدا لتتذكر خيالاتك المخيفة من تلك الكائنات الهلامية الغير موجودة فانا قد نجحت فى الوصول بك الى الفكرة التى اريد اثباتها
يفاجئنا قيادات جماعة الاخوان المسلمين كل يوم بالقاء بالونات الاختبار فنجد ابواقهم الاعلامية من قنوات تليفزيون وصحف ومواقع انترنت تفاجنا باخبار محتملة عن تعيين فلان او تنصيب علان او اعادة هيكلة المكان المقصود الذى لطالما اثر تأثيرا شديدا فى مجريات الامور وذلك بهدف ما يعرف بيننا نحن العامة بخطة التمكين والاخونة وما يعرف بينهم هم الخاصة بالحق المكتسب الطبيعى الذى يعد اقل القليل فى مقابل ما صرفوه من سنوات اعتقال وتعذيب والاهم من هذا كله فى مقابل ما حصلوا عليه من غنيمة الصندوق الذى نصبهم على عرش السلم الاجتماعى المصرى ليصيروا اولى الامر والنهى والتقرير
ولكنهم مع علمهم باللعبة التى لا تستوعب طموحاتهم وهى الديمقراطية والتى تقدم لهم غنيمة مؤقتة مشروطة بحسن افعالهم وحسن ادارتهم وحسن تصرفهم الذى قرروا ان ينحوه جانبا ولا ينشغلون سوى بتمكين انفسهم - مع علمهم بقواعد اللعبة الضيقة قياسا بطموحاتهم وتضحياتهم كما يرون فقد قرروا الالتفاف على ذلك الامر مستغلين خيالك الطفولى المترسب بداخل عقلك الباطن وبموروثات الطفولة المتبقية بعقلنا الجمعى جميعا والتى تجعلنا نتخيل دائما ممن لا نثق بهم ولا نأمن لهم الاسوأ والاصعب
هذا الخوف الطفولى لم يحتج الاخوان كسلطة حاكمة ان يدرسوا علم نفس الانسان المصرى لكى يطبقوه عليهم ويستخدموه فى خطة تمكينهم بل هو اداة من ادوات اى سلطة تتجبر ونجد انهم قد طبقوا هذا المبدأ فى عدة مواقف جعلت منهم مصدر رعب وارعاب جعلت الكثير من الكتاب والمثقفين وناقلى الاخبار دون ان يشعروا يضخمون من احداث صغيرة ويحاولون ايقاظ الناس لخطط غير معلنة بشكل لم يزد الناس تجاة الاخوان سوى ذلك الخوف من المجهول وخشية الغموض الذى يلوح فى افقهم ويرونه قد يؤثر فى مجريات حياتهم مما صعب الامر علي جميع الذين يحاولون بذر ثمرة التغيير فى النفوس والعقول
فلا تتعجب عزيزى القارىء حينما تسمع قياداتهم تتحدث عن اعادة هيكلة للمخابرات او الجيش او الداخلية او كل تلك الاسماء المرعبة التى توحى لك انهم على مقربة من امتلاك ذمام امورها وامورك
ولا تأخذك الدهشة حينما تسمع رئيسهم المعار بدلا من ناب مرشدهم بتحدث عن التضحية بالبعض او التلويح باصابعه او اى شىء اخر
هم يستغلون خوفك الطفولى من تلك الغولة التى لا ترى وجهها وهى فقط كيان ضخم وعملاق مختفى فى ملاءة تسمى الاخوان المسلمين
كل ما عليك هو العلم بل واليقين بان كشف الملائه عن تلك الغولة لن يصدر عنه رؤية وحش ضخم قادر على تعكير صفوك
بل هى اقزام متراصة فوق بعضها يحركها رجل ويحدث لها تلك الضجة
فقط كل ما عليك فعله هو ادراك ان تهديد والدتك بامنا الغولة لم يكن سوى امرا طفوليا بحتا وانك ان سألتها الان ستخبرك انها كانت تمزح معك لتجبرك على النوم مبكرا,, بعد التأكد من خرافة امنا الغولة عليك الاتجاة الى الغولة التى تريد ايهامنا بكينونتها المزيفة لتكشف عنها الغطاء وتتأكد بنفسك ان الاعيب اعادة الهيكلة والتمكين من الاجهزة السيادية ومزاعم التضحية بنا عن طريق قتلنا او اعتقالنا لم تكون سوى همهمات اقزام وصلت الى مسامعك عن طريق استغلال الخوف والكبت
واذكرك عزيزى القارىء ان الوحش هو الذى يهاجم بلا استئذان و لا يهدد قبل الهجوم
ولكن الجبناء فقط هم من يهددون ويتوعدون

حدوتة

كثير منا من لديهم القدرة على سرد الحكايات واسترعاء الانتباه لسماعها واستجلاب الشغف من مستمعيهم, والقليل هم من يستطيعون ملىء فراغ الاذهان بحكاياهم واجتذاب الاذان المنصتة اليهم, والفئة الثانية هى الاكثر تأثيرا فى المجتمع حيث انهم يستطيعون ارغامك راضيا قانعا وسعيدا على شراء قصصهم واكمال مئات الصفحات من القراءة بنهم,واذا كانت الحكايا فى الادب العربى قد اتخذت اشكالا عدة بمرور الازمان لتصبح فيلما سينيمائيا او مسرحية درامية او رواية طويلة لتختلف عن شكلها النمطى الذى كان مقصورا على الاشعار والمعلقات. فانا ارى ان سرد القصص القصيرة باصوات من نحبهم على نغمات عذبة هى الاقرب الى القلب باستمرار فقد تؤثر فيك مقطوعة موسيقية مغناة وتأسرك بين طيات انغامها لتروى لك قصة مغزولة بكلمات كتبها احدهم ولم تكن لها ذاك التأثير السحرى قبل ان ترافقها الانغام.
اعرف انى لم اتى بجديد يفيد البشرية بما كتبته من سطور قرأتها لتوك..ولكنى اذكر نفسى واياك قارئى العزيز بان الظلام يلوح فى الافق ويلوك بافكاره الاظلامية التى يليقيها على مسامعنا ليل نهار ليمنع عنا تلك الرئة التى نتنفس منها اخر نسمات الحرية التى تبقت لنا من ميراث الازمان ,يريدون ان تصير حياتنا مغلفة بافكارهم ومعتقداتهم ورؤيتهم..توهموا بانهم قادرين على محو تراث انسانى كامل وعلى غزو ثقافة لطالما غلفها النور واحاطها من كل جانب ,, يريدون تحويلها الى رماد
والمفاجأة لهؤلاء والتى تعد لنا بمثابة احدى المسلمات هى ان بسط تدبيراتهم وتنفيذها امر محال ,, ان تمحو صوت واحد يعد ضربا من ضروب المستحيل فما بالك بمحو تراث انسانى كامل وطبيعة بشرية خلقنا بها منذ ادم عليه السلام الذى استوحش وحدته فى جنة النعيم فطلب من ربه راجيا ان تؤنس وحدته وتطيب ايامه بحواء ليستطيع تذوق الجمال من حوله ومشاركته مع غيره
اذن فوجود الفن مقرون بوجود عنصرين اساسيين الا وهما الرفقة والجمال
اما الرفقة فنحن باقون بقوة الهية امدت فى اعمارنا ومنحتنا القدرة على الوجود والتنفس حتى الان ,, والجمال الذين يحاولون طمسه ومحوه واستبداله بمعتقدات خاليه من الانسانية فهو عزيز المنال على امثالهم ان ينالو منه او ينتقصوه
وهكذا بقى لى ان اذكر نفسى واياكم ان مقاومة محاولاتهم لطمس هويتنا والتجرأ على ثقافتنا وتراثنا الانسانى ومواجهة دأبهم الدائم فى تغيير مفاهيمنا عن الحق والخير والجمال هو مسئوليتنا جميعا وليست فقط مسولية اصحاب الاقلام والريشات والصور
تمسكك بانسانيتك واصرارك على تذوقك للفن والجمال ورفضك العبث بمفاهيمك هو فى حد ذاته مقاومة لاحتلال ظلامى لا يبغى الا ان يكون المصدر الاوحد لرؤيتك للكون
ولكن هيهات
فمتى استعبدوا عقول الناس واذواقهم وقد خلقهم الله احرار

Thursday, September 29, 2011

نص شهادة المشير

س١ : حصل اجتماع يوم 22 يناير، هل ورد إلي رئيس الجمهورية السابق ما دار في هذا الاجتماع وما أسفر عنه وما كان مردوده ؟


ج1 : الاجتماع كان برئاسة رئيس الوزراء واعتقد أننه بلغ



س2 : بداية من أحداث 25 يناير وحتي 11 فبراير هل تم اجتماع بينك وبين الرئيس السابق حسني مبارك ؟

ج2 : ليست اجتماعات مباشرة ولكن يوم 28 يناير لما أخذنا الأمر من السيد رئيس الجمهورية كان هناك اتصالات بيني وبين السيد الرئيس



س3: ما الذي أبداه رئيس الجمهورية في هذه اللقاءءات ؟

ج3: اللقاءات بيننا كانت تتم لمعرفة موقف القوات المسلحة خاصة يوم 28 وعندما كلفت القوات المسلحة للنزول للبلد ومساعدة الشرطة لتنفيذ مهامها كان هناك تخطيط مسبق للقوات المسلحة وهذا التخطيط يهدف لنزول القوات المسلحة مع الشرطة وهذه الخطة تتدرب عليها القوات المسلحة بتنزل لما الشرطة بتكون محتاجة المساعدة وعدم قدرتها علي تنفيذ مهامها وأعطي الرئيس الأمر لقائد القوات المسلحة أعطي الرئيس الأمر لقائد القوات المسلحة اللي هي نزول القوات المسلحة لتأمين المنشآت الحيوية وهذا ما حدث



س4 : هل وجه رئيس الجمهورية السابق المتهم محمد حسني مبارك أوامر إلي وزير الداخلية حبيب العادلي باستعمال قوات الشرطة القوة ضد المتظاهرين؟ استعمال قوات الشرطة القوة ضد المتزاهرين بما فيها استخدام الاسلحة الخرطوش والنارية من 25 يناير حتي 28 يناير ؟

ج4 : ليس لدي معلومات عن هذا واعتقد ان هذا لم يحدث



س5 : هل ترك رئيس الجمهورية السابق للمتهمين المذكورين من أساليب لمواجهة الموقف ؟

ج5 : ليس لدي معلومات



س6: هل ورد أو وصل إلي علم سيادتك معلومات أو تقارير عن كيفية معاملة رجال الشرطة ؟

ج6 : هذا ما يخص الشرطة وتدريبها ولكني أعلم ان فض المظاهرات بدون استخدام النيران



س7 : هل رصدت الجهات المعنية بالقوات المسلحة وجود قناصة استعانت بها قوات الشرطة في الأحداث التي جرت؟

ج7 : ليس لدي معلومات



س8 : تبين من التحقيقات إصابة ووفاة العديد من المتظاهرين بطلقات خرطوش أحدثت إصابات ووفيات..هل وصل ذلك الأمر لعلم سيادتك وبم تفسر ؟

ج8: إنا معنديش معلومات بكده.. الاحتمالات كتير لكن مفيش معلومة عندي



س9 : هل تعد قوات الشرطة بمفردها هي المسئولة دون غيرها عن إحداث إصابات ووفيات بعض المتظاهرين ؟

ج9 : إنا معرفش ايه اللي حصل



س10 : هل تستطيع سيادتك تحديد هل كانت هناك عناصر أخري تدخلت ؟

ج10 : هيا معلومات غير مؤكدة بس اعتقد ان هناك عناصر تدخلت



س11 : وما هي تلك العناصر ؟

ج11 : ممكن تكون عناصر خارجة عن القانون



س12 : هل ورد لمعلومات سيادتك ان هناك عناصر اجنبية قد تدخلت ؟

ج12 : ليس لدي معلومات مؤكدة ولكن ده احتمال موجود



س13 : وعلي وجه العموم هل يتدخل الرئيس وفقا لسلطته في ان يحافظ علي أمن وسلامة الوطن في إصدار أوامر أو تكليفات في كيفية التعامل ؟

ج13 : رئيس الجمهورية ممكن يكون أصدر أوامر - طبعا من حقه ولكن كل شئ له تقييده المسبق وكل واحد عارف مهامه



س14 : ولمن يصدر رئيس الجمهورية علي وجه العموم هذه الأوامر ؟

ج 14 : التكليفات معروف مين ينفذها ولكن من الممكن ان رئيس الجمهورية يعطي تكليفات مفيش شك



س15 : وهل يجب قطعا علي من تلقي أمر تنفيذه مهما كانت العواقب ؟

ج15 : طبعا يتم النقاش والمنفذ يتناقش مع رئيس الجمهورية وإذا كانت الأوامر مصيرية لازم يناقشه



س16: هل يعد رئيس الجمهورية السابق المتهم محمد حسني مبارك مسئول مسئولية مباشرة أو منفردة مع من نفذ أمر التعامل مع ألمتظاهرين الصادر منه شخصيا

ج16 : إذا كان أصدر هذا الأمر وهو التعامل باستخدام النيران أنا اعتقد ان المسئولية تكون مشتركة وأنا معرفش ان كان أعطي هذا الأمر أم لا



س17: وهل تعلم ان رئيس الجمهورية السابق كان علي علم من مصادره بقتل المتظاهرين ؟

ج17: يسأل في ذلك مساعديه الذين ابلغوه هل هو علي علم أم لا



س18: وهل تعلم سيادتكم ان رئيس الجمهورية السابق قد تدخل بأي صورة كانت لوقف نزيف المصابين ؟

ج18 : اعتقد انه تدخل وأعطي قرار بالتحقيق فيما حدث وعملية القتل وطلب تقرير وهذه معلومات



س19: هل تستطيع علي سبيل القطع والجزم واليقين تحديد مدي مسئولية رئيس الجمهورية السابق عن التداعيات التي أدت إلي إصابة وقتل المتظاهرين ؟

ج19 : هذه مسئولية جهات التحقيق



س20: هل يحق وفقا لخبرة سيادتكم ان يتخذ وزير الداخلية وعلي وجه العموم ما يراه هو منفردا من اجراءات ووسائل وخطط لمواجهة التظاهرات دون العرض علي رئيس الجمهورية؟

ج20: اتخاذ الاجراءات تكون مخططة ومعروف لدي الكل في وزارة الداخلية ولكن في جميع الحالات يعطيه خبر بما يخص المظاهرات ولكن التظاهر وفضه ولكن التظاهر وفضه هي خطة وتدريب موجود في وزارة الداخلية



س21 : وهل اتخذ حبيب العادلي قرار مواجهة التظاهر بما نجم عنه من إصابات ووفيات بمفرده بمساعدة المتهمين الاخرين في الدعوى المنظورة وذلك من منظور ما وصل لعلم سيادتك ؟

ج 21 : معنديش علم بذلك



س22 : علي فرض إذا ما وصلك تداعيات التظاهرات يوم 28 يناير إلي استخدام قوات الشرطة آليات مثل اطلاق مقذوفات نارية أو استخدام السيارت لدهس سيارات لدهس المتظاهرين..هل كان أمر استعمالها يصدر من حبيب العادلى يصدر من حبيب العادلى ومساعديه بمفردهم ؟

ج 22 : ما أقدرش أحدد اللي حصل أيه ولكن ممكن هو اللى اتخذها وأنا ما أعرفش واللى اتخذها مسئول عنها



س23: هل يصدق القول تحديداً وبما لا يدع مجالاً للشك أو الريبة أن رئيس الجمهورية السابق لا يعلم شيئاً أو معلومات أيا كانت عن تعامل الشرطة بمختلف قواتها أو أنه لم يوجه إلى الأول سمة أوامر أو تعليمات بشأن التعامل والغرض أنه هو الموكل إليه شئون مصر والحفاظ على أمنها ؟

ج23 : أنا ما أعرفش اللى حصل أيه لكن أعتقد إن وزير الداخلية بيبلغ وممكن ما يكونش مش عارف بس أنا ما أعرفش



س24 : هل هناك اصابات أو وفيات لضباط الجيش ؟

ج 24 : نعم هناك شهداء



س25 : هل تعاون وزير الداخلية مع القوات المسلحة لتأمين المظاهرات ؟

ج 25 : لأ



س26 : هل أبلغت بفقد ذخائر خاصة بالقوات المسلحة؟

ج26: مفيش حاجة ضاعت لكن هناك بعض الخسائر في المعدات واتصلحت ومفيش مشكلة



س27: هل أبلغت بدخول عناصر من حماس أو حزب الله عبر الأنفاق أو غيرها لإحداث إضرابات ؟

ج27: هذا الموضوع لم يحدث أثناء المظاهرات واحنا بنقاوم الموضوع ده واللي بنكتشفه بندمره وإذا كان فيه حد محول لمحكمة فهذا ليس أثناء المظاهرات



س28: هل تم القبض على عناصر أجنبية في ميدان التحرير وتم إحالتهم للنيابة العسكرية ؟

ج28: لا ..لم يتم القاء القبض على أى أحد



س29: فى الاجتماع الذي تم يوم 20 يناير هل تم اتخاذ قرار بقطع الاتصالات؟

ج29 : لم يحدث



س30: بعض اللواءات قالوا طلب منا فض المظاهرات بالقوة..هل طلب من القوات المسلحة التدخل لذلك ؟

ج30: أنا قلت فى كلية الشرطة في تخريج الدفعة إن أنا بأقول للتاريخ إن أي أحد من القوات المسلحة لن يستخدم النيران ضد الشعب