Saturday, April 27, 2013

ثورة الطلبة

شهد القرن العشرون تحركات طلابية واسعة لعبت دورا اساسيا فى تشكيل تاريخ مصر الحديث,وبلفت النظر الى العقد الثانى من القرن الماضى نجد ان تأييد سعد زغلول وثورته ضد الانجليز قد انطلقت من الجامعة  وقد شهدت مصر مرحلة تنويريه بايدى مثقفيها كان منبعها الرئيسى هو جامعة جامعة فؤاد,وبمرور الوقت كان اكبر مساند ومؤيد وداعم لثورة يوليو هم طلبة الجامعة الذين امنوا بافكار جمال عبد الناصر وكانوا سندا له فى حشد العزائم والهمم لمقاومة العدوان الثلاثى , وكانت هذه الحركة الطلابية بالمرصاد لمراكز القوى فى الستينيات من القرن الماضى وكانت حجر عثرة فى طريق الاستبداد والطغيان والحياة الخالية من الديمقراطية الحزبية والدستورية,الى ان وجهت الحركة الطلابية هدفها للاسراع بوتيرة تجهيرزات رد الكرامة والارض فى السبعينيات وكانت تلك التظاهرات هى المؤرقة لمحمد انو السادات رئيس مصر انذاك وصاحب قرار العبور وصاحب قرار التخلص من الحركة الطلابية نهائيا عن طريق ترك افراد الحركة لقمة سائغة فى يد صنيعته من اعضاء الحركات الاسلامية الذين ترك لهم حرية التحرك فى مقابل القضاء على الحركة الطلابية المصرية وتشويهها وفعل اصحاب الحركات المتطرفة ما لم يستطع فعله الاحتلال والنظم القمعية والاستبدادية,وما ان انقلب السحر على الساحر وعادت الفئران لجحورها بعد ان قتلوا من تآمر معهم ضد الفكر المصرى الحر حتى صارت الحركة الطلابية تستعد لدخول غمار حرب جديدة مع القمع الحكومى واللائحة الطلابية المعيبة التى تحظر عليهم التفكير والتعبير والتنفس بحرية,وبمرور الوقت صارت الجامعة مكانا لتفريخ العاطلين المغيبين اصحاب المعضلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية اللا منتهية
وبعد ثورة قادها طلبة وخريجين الجامعات اثبتوا ان القمع ابدا لم يكن مجديا فى قتل الحركة الوطنية داخل اسوار الجامعة وان محاولات الافشال والكبت والقهر والظلم والتشرذم التى تمت ممارستها امعانا فى خطة محكومة لتهميش دور الجامعة لم تكن ذات جدوى وان الحياة لازالت تدق فى قلوب شباب الجامعة وان ارواح اجدادهم من الذين اثروا فى مجريات الامور حينما كانوا طلبة  لازالت تبعث بطاقتها الجينية المؤثرة فى مجريات امور احفادهم 
غدا يوم فاصل فى تاريخ الحياة الطلابية المصرية
فبعد كل محاولات الافشال على مر العقود يأتى اول رئيس منتخب بعد الثورة ليستخدم اشباه رجاله من اعضاء الحركات التكفيرية الظلامية فى القضاء على الحركة الطلابية بشكل فج من العنف والبلطجة والارهاب والذى شهدته مصر عن طريق اقتحام بلطجية 
النظام الفاشى الاخوانى الحرم الجامعى باسلحتهم وبذاءاتهم وعقولهم المريضة وارواحهم العفنة
اضف على ذلك ما يحدث للطلبة الناشطين من قمع يبدأ من كبث الحرية وينتهى بالاعتقال والقتل
نحن نواجه نظام لا يعبأ بارواحنا ولا  تعليمنا ولا مستقبلنا
فالى متى ننتظر؟
غداء يوم الكرامة الطلابية المصرية 
الثامن والعشرون من ابريل فى العام الثالث عشر بعد الالفين هو يوم استرداد حقوقنا بايدينا
حريتنا 
كرامتنا
جوده تعليمنا المجانى المكفول لنا من قبل الدستور
حياتنا لن نتركها بيد جماعات ظلامية تعبث بها وبمستقبلنا كيفما تشاء وكيفما تراها بعقولها المريضة والمظلمة المجرمة
الغد موعدنا
نعود احرار او نموت اشرافا

 

Saturday, April 6, 2013

سوبر رئيس

منذ سنوات قليلة كان الجميع حينما يريد توجية خطاب مجازى لرئيس الجمهورية فكان يقول سيدى الرئيس ويكمل عبارته,اما اليوم فها انا اقع فى هذه الديلمة الخلافية الغير منتهية,وان كنت اسأله بالمنطق : يا سيادة الدكتور المهندس النائب السابق فى مجلس الشعب والمتولى الحالى لزمام الامور فى مصر رغما عن انف الجميع ,كيف لى ان اناديك سيدى الرئيس , انا من هؤلاء الذين ساهموا فى اجبار من قبلك على تنحيه لنتخلص من كم العبودية التى تقبع بين طيات عبارة "سيدى" .. اذن فانت الرئيس ..ولا تلك ايضا استطيع الجزم بها خاصة بعد كل اجراءات التمكين والتمهيد لجماعتك والتى صارت اولوياتك بعد تنظيم القوانين الميسرة لتريقهم واتمكنهم من اقتصادنا وسياستنا وثقافتنا ورقابنا ايضا,بغض النظر عن الصيغة اعرف انك تتباهى بحفظك لكتاب الله فى قلبك فاعتقد انك لن تمانع ان ناديتك الشيخ مرسى.
فضيلة الشيخ محمد مرسى حديثى الان موجه اليك , ان كنت قد وصف نفسك بكونك ممثلا لثورة لم تشارك لها ولم تربطك بها علاقة سوى تلك الفوضى التى احدثتها واتاحة لك فرصة الهرب من محبسك فانا بداية لسة راضية عن هذا التوصيف
ولكن بكل بساطة لتوصف نفسك ما تريد الا ان تقول انك رئيس لكل المصريين , ليس بسبب كل هذا التمييز والتفريق فى المعاملة الذى يلاحظه الاعمى والبصير وليس بخافيا على الحاضر والغائب ,, ولكن دعنى ابسط لك المعلومة ,, ماذا فعلت لاطلق عليك رئيسا لى كمصرية ؟ ماذا جنت يداك انت ومعاونيك وحكومتك لتشعرنى بانك رئيسى فحينما ارى ما يسيئنى اخاطبك لتتغير الامور,بل دعك من هذا الكل , ماذا تنتوى ان تغير؟ ماذا انت بفاعل فى مواجهة نقص السولار والمحروقات عموما والازمة تتفاقم منذ اشهر وكل ما تتحدث انت ورجالك عنه هو رفع الدعم وتقنين الاوضاع وتحديد الكمية لاولئك المستخدمين الذين سيتعاملون بالكوبونات وكأنهم عصروا على انفسهم تلك الحدائق من الليمون فقط ليحددوا حصتهم من البنزين والسولار ,, لم يكن هؤلاء فى حاجة الى من يعلمهم قيمة التوفير ويبرز لهم سوؤات التبذير , بل انهم لم يردوا الا احتياجاتهم وابدا لم يتمكنوا من التبذير لا هم ولا اباءهم ولا اجدادهم فضيق العيش كفيل ان يجعلهم يحمدون الله ان استطاعوا ايجدا حاجاتهم اليومية من المحروقات والانصراف بسلام دون وقوع اية خسائر جراء الطوابير الطويلة والتى تجعل البنزين والخبز والغاز غنيمة يتم التنازع عليها يوميا.
دعك من هذا , ماذا انت بفاعل لظلامهم الدامس والذى يضطرون لمواجهته يوميا بفضل سياساتك الرشيدة
كيف ستتصرف حيال ازمة المياه التى يواجهونها يوميا سكان القرى والنجوع ومن المرشح ان يعانى منها اشقائهم فى الوطن فى المدن ايضا فى القريب العاجل بعد تقاعسك عن حل امة سد النهضة والمرور بسلام على جارتنا فى شمال السودان مبشرا ايانا بتلك النهضة التى لم نعرف ان كنت تتحدث عن اقتصادنا المنهار ام سدهم الجارى انشاءه
فضيلة الشيخ مرسى,لقد عمت انك رئيس لكل المصريين وتركتهم يموتون حرقا وغرقا لم تحرك ساكنا حيال حوادث الطرق والقطارات والمبانى المنهارة وكتفيت انت ورجالك بالصقاء التهمة بالنظام السابق
لقد كذبت من ضمن مئات المرات فيما يتعلق بانك كفيل لحرية الرأى فسجنت وعذبت وتحاول انت ورجالك تفصيل القوانين للزج بكل معارض فى غياهب السجون حتى وان كان مثلى يكتب اليك او عنك عبر مدونته او عبر احدى شبكات التواصل الاجتماعى,
اتخيل انك استيقظت صباحا لتوقف تهريب الغاز لاشقائك فى حماس وتؤمن الحدود ضد تجاوزاتهم بل وضد اى خطر يحدق الان بالوطن وهى كثيرة تلك الاخطار
اتخيل انك ترسل برسالة شديدة اللهجة الى اثيوبيا لتوقف بناء السد وتهددها وتتوعد لها لتؤمن احتياجاتنا من المياة وتنقذ مصر من خطر حرب المياه
اتخيل انك تشرف بنفسك على وصول امدادت الكهرباء والمياه والخبر لبيوت اهلك وعشيرتك ولنا ايضا معهم تحت شعار انه من جاور سعيدا يسعد هو الاخر
اتخيل انك  تعلن عن حملة لتعمير الصحراء وانقاذ السياحة وتحسين المستشفيات والمدارس فتؤمن للمصريين تعليما وصحة لطالما حلموا بها
اتخيل انك تعطى اوامرك للداخلية ان اى اعتداء على مواطن هو بمثابة اعتداء على ذاتك الرئاسية وانك ستحيل المخالفين للنيابة ولن تتهاون فى كرامة مصرى داخل الحدود او خارجها بعد الان
عذرا فقد شردت بخيالى فتخيلت ان النهضة التى نعرفها قد تتحقق وليس النهضة كما تتصورها انت واهلك وعشيرتك  من خطط محكمة  لتمكين جماعتك وتعويضها سنوات طويلة من العمل فى غياهب السجون والتخطيط للتمكين من مكاتب مغلقة داخل البلاد وخارجها
هكذا تصورنا انا وغيرى النهضة وكنا نصبو حين خروجنا فى اول احتجاج ودعوة لعصيان مدنى شامل فى مثل هذا اليوم منذ ستة سنوات,, تصورنا اننا حينما نتخلص من نظام يمكٌن لرجالة ومريديه لن نتضطر الى ان نخرج ثانية لنتخلص من نظام ايضا يمكٌن اهله وعشيرته
لذا .. مصر ايها السيد محمد مرسى لا تحتاج لفضيلتك , هى فقط تحتاج لسوبر رئيس يستطيع ان يأتى لما لم يأته به الاوائل ,وبمناسبة الانطلاقة السادسة ادعوك للتفكير مليا ,, انك لك تجد فى نفسك المؤهلات لتكون سوبر رئيس
فقط ارحل
قبل ان تصبح سوبر مسجون يحارب فقط لتلقى معاملة تليق به كرئيس سابق
والايام دول يا فضيلة الشيخ 

Tuesday, April 2, 2013

ماما

ان يبتاع البشر احتياجاتهم  من المتاجر امر عادى لا غبار عليه فقد خلقنا لنتكامل , هذا الامر لم يكن اختراعا ولا اكتشاف.. هو فقط نتاج لاختلاط الناس وتنامى حاجاتها.. فالبيع بالعملات الورقية والمعدنية هو تطور اصيل لعملية المقايضة ,فعلى سبيل ضرب الامثلة التاريخية نجد ان اجدادنا ممن يملكون البقر كان يقايضون جيرانهم من مُرَبْى الطيور فيستبدلون منتجات الالبان بالطيور ومنتجاتها ,, وهكذا تطور الامر الى ان صك احدهم اول عملة ودشن عليها اسمه وصورته وجعل حياتهم اسهل وصورته ابقى واكثر ثباتا فى اذهان الناس وفى ايديهم ايضا .. واليوم فى مقابل حفنة عملات تستطيع ان تشترى كل شىء .. وأى شىء, تستطيع ان تمتلك ما تحتاجه وما لا تحتاجه , تستطيع ان تكون ما تريد شريطة تُمٌلُكِكَ المال . ولكنك لن تستطيع شراء السعادة.
ما هذا السخف الذى افكر فيه لم يتبقى لى سوى ان اتقمص دور يوسف بك وهبى لاطلق ضحكته الشهيرة واغير نبرة صوتى معلنة انه "وما الدنيا الا مسرح كبير"
كفانى سخفا لنرى ماذا علي انا افعل, انه ميعاد ادويتى .. يوميا ابعث بسلامى لذلك العظيم مخترع رسائل التذكير على الهاتف فهو بالطبع قد افنى حياته فى التعويض على امثالى من ذوى الاذهان الشاردة .
قاربت الساعة على العاشرة صباحا وستأتينى امى فى غضون دقائق لتنهى تفتيشها المعتاد على استقرار اوضاعى وجرعات ادويتى وثباتى فى مكانى بلا تحرك .. لم اكن اريد اخبارها بمرضى منذ البداية لهذا السبب فهى دائمة الالحاح على الا اتحرك ودائمة التذمر من نسيانى لمواعيد الدواء بل وهى صاحبة فكرة رسائل التذكير عبر الهاتف والتى لا تثق بها احيانا فتتصل بى لتذكرنى بنفسها وتطمئن ان جرعات الدواء قد استقرت فى معدتى وفى طريقها لصب مفعولها السحرى فى اوردتى..
"الادوية غالية حرام عليكى متضيعيش تعبك ع الفاضى وخلى املك فى ربنا كبير وادعى المرة دى يجبر بخاطرك يا بنتى"
دائما ما اتذكر عبارتها التى ظلت طيلة فترة مرضى ترددها على مسامعى محاولة بث جرعة امل تصاحب جرعة الدواء لايمانها ان الحالة النفسية السليمة تستطيع قهر اى مرض
ولكن اليوم الامر مختلف ..فالدواء لم يعد له اى يتأثير لانه ميعاد اجراء فحص الحمل والذى سوف يجزم ان كانت عملية الاخصاب الصناعى عن طريق حقن الاجنة المجهرى قد لاقى نجاحا ام فشل للمرة الثالثة.. سأعرف بعد ساعات قليلة ان كان شهر من الادوية والاستلقاء وتناول الاغذية الصحية والبعد عن التدخين والتوتر قد جاء بنتيجته هذه المرة ام ان الامر لم يجدى نفعا كسابقتيه من المحاولتين الفاشلتين اللتان استهلكتا الكثير من المال والجهد والاعصاب.
احيانا اغمض عيني وارى الطبيب وهو يخبرنى بما اردت سماعه طويلا .. يبشرنى بتلك الامنية الغائبة عنى منذ سبع سنوات والتى صارت مستحيلة بعد كل هذا الكم من الادوية والعمليات الجراحية والاستشارات الطبية  داخل البلاد وخارجها.
ولاح لى من بعيد نتيجة لفحص قديم كان يُنبؤ حينها اننى قد شفيت من اورام أُزيلت من جسدى بعد ان تركت لعنتها على امومتى واطلت لى برأسها وهى تذوب فى مختبر طبى وتتحلل معلنة ان نهايتها ليست نهاية المعركة .. بل اننى انا من بدأت لتوى معركة فى ازالة اثار عدوانها على انوثتى التى لاقت خسائرا عميقة اثر الجراحات الطبية وجرعات العلاج الكيميائية اضافة الى احتلال سمومها للارض المتنازع عليها بينى وبينها  ليظل جهازى الانثوى المنوط بالانجاب عاجزا عن مداواة اثار العدوان وغير قادر على منحى السعادة التى احتملت الكثير لالقاها.
اذن فالنهاية الحقيقية للمعركة بينى وبين تلك الاورام تتحدد اليوم ان كنت ساعيش ام كاملة ام اننى سأصير كيان لا مفهوم وليس له صفة فى هذه الحياة..سنوات عمرى تخطت الخامسة والثلاثون ولازلت احلم فى كل يوم وليلة ان اسمع كائنا يخرج من احشائى ويبكى , ان يكبر وارى عينيه تلمع حين يرانى , ان يعود من المدرسة ليسأل عنى ويبكى حال علمه اننى ساغيب عنه لبرهه.. ان يثقل كتفى برأسه وهو نائم فى طريق عودتنا الى البيت وانا احمله بهدوء حتى لا ينزعج ويستيقظ  معلنا تذمره من كونى سرير متنقل غير مريح , ان اسمعه ينطق بتلك العبارة التى لا تقدر بثمن "ماما" لعلى حينها سأطلب منه اعادتها الاف المرات , من المحتمل ان ابكى فرحا فى كل مرة يجيب ندائى قائلا " نعم يا ماما " , لا اعرف ما سأفعل ولكنى لا اريد الافراط فى التخيل والتفكير لانه ببساطة لعلى اقف امام الطبيب اليوم ليخبرنى بانه اسف للمرة الثالثة وبان نتيجة الفحص سلبية للمرة الثالثة وبانى امرأة عاقر بلا امل ولا مستقبل وليس لديها من تربيه صغيرا او يبرها كبيرا ويأويها وهى مسنة..لعلى ساواجه شبح الموت بدار للعجزة مرة اخرى واظل انتفض رعبا من كابوس قد ارى فيه موت امى وتركها اياى وحيدة , او ذلك النوع الاخر من الكوابيس الاقل فتكا والتى ارى فيها زوجى وهو يصارحنى بانه لابد له وان ينجب من يحملون اسمه وبانه لن يستطيع الانتظار مطولا ويكتمل الحوار بينى وبينه ليصل لنقطة اللاعودة فيصبح جل ما اطلبه منه هو ان يتركنى بما تبقى لى من انسانية ويقينى شر ان ارى غيرى تشاركنى فيه واسمع اولاده يقولون لغيرى "ماما" ,, فانصرف من حياته وينتهى الكابوس الخاص به ليتبقى لى شبخ الحياة وحيدة , والموت بلا حبيب ولا ابن يذكروننى بصلواتهم مرفقين باسمى عبارة اعتراضية تدعو لى بالرحمة والمغفرة.
ها هى افكارى تجرفنى الى البكاء وقد يتطور الى نوبة بكاء هيستيرى تدخلنى فى حالة اكتئاب لا نهاية لها.. لارى ماذا يعرضون بالتلفاز اليوم لحين وصول والدتى,فوصولها سيمنعنى من الافكار والشرود ,
"دار الشفاء ,, لكل من حرموا من نعمة الانجاب حلمكم صار قريب اتصلوا بنا على الارقام الظاهرة وفريق اطبائنا سوف يرسمون البسمة على وجوهكم"
يا الله .. انها الحصار النفسى , الا يعلم اولئك الاوغاد ان التجارة باحلام الناس امر تعاقب عليه قوانين الانسانية والعدالة الكونية , الا يعلمون مدى التجريح الذى يقذفون به فى وجه امثالى باعلاناتهم السخيفة , اليست المقايضة والتبادل التجارى مسموح فقط فيما يختص بحاجات الناس ومتطلباتهم  ومحرم حينما يدخل دائرة احلامهم واوجاعهم .. انهم تجار الاوجاع من المؤكد انهم لا يكترثون بأمثالى من المعذبين بمصائرهم ويحتاجون من يخفف عنهم اوجاعهم لا من يُعَلِبُ لهم ما حرموا منه ويعرضه فى مادة اعلانية مدفوعة الاجر فى انتظار القادمين المحملين باوجاع جسدية ونفسيه ليكملوا عملية ابتزازهم بحرفية جزار يستعد للاستفادة بكل جزء صغير من ضحيته ليبيع منها قدر ما يستطيع , تبا لتجارة الاحلام وتبا لتجار اوجاع البشر , الا يكفينا نبذ الاقارب والجيران لامثالنا خوفا على اولادهم من الحسد , الم يكتفوا بنظرات الشفقة والعطف فى عيون الاقرباء , لقد قاربت على الخمس سنوات لم اجرؤ على حضور مناسبة اجتماعية واحدة خشية التعرض للتجاهل او الاضطرار الى التعامل مع مظاهر الشفقة والهمزات التى تحاك خلف ظهرى بمجرد رحيلى 

اليوم , قد اصير سيدة قادرة على المواجهة والعودة للحياة من جديد والتفكير بآمالى المؤجلة ومحاولة تحقيقها , وقد استعد لاكمال حياة بائسة وعزلة لا منتهية ارى فيها مصيرا محتوما بفراق الجميع والالتفاف حول نفسى ,, وحدى 


ها هو صوت طرق الباب
وصلت ماما



تمت