Sunday, July 13, 2008







أنا الآن ألمح غزاة يملأون المحيط صخبا ..





وقلوبا مهترئة تركت أصحابها في العراء ..




ورحلت إلى حيث يلهو بها الغرباء كما يلهون بأمتعة فندق رخيص .,




أراهم يكتبون على جدرانها عباراتهم البلهاء ..




وأسماء أصدقائهم وأعدائهم وعبثا آخر لا يعني في الغالب شيئا .,




أنا الآن أشتاق لأن أقف أمام محيط لا متناه .. أعانقه بهيكلي ..




ألثم أعاصيره ببقايا فمي .. ليمتصني ويسكنني أحشاءه كجنين .,








أنا الآن أبلع مشاعري كأقراص دواء ..أتعاطاها كمخدر ..




أكتبني وكأنني وصفة الخلود المحظورة على الكائنات المؤقتة ..




ومن الجميل أن لا أحد سيصدقني .,




أنا الآن ..








وبعد أن حاولت بكل ما أوتيت من صلف أن أصنع حاجزا بين ضحكاتي ودمعاتي أفقت على سدودي تنهار لتمتزج أشيائي العذبة البسيطة بملوحة صدقي ..




أحاول أن أهرب من ذئب الحزن الجائع .. وأتحاشى قبضته المعتوهة ..أقنع ساعاتي أن تقتات بفتات فرح .,أبحث عني في جيوبي فلا أجدني ..




وأبعثر صندوق كلماتي فلا أجد أصدق من عبارة الوداع




-أغسّل بها روح من أحب .. وأمضي..




.أنا الآن .. أطييير إلى بعييييد ..




حيث لا يعبون حزنا أو يمضغون كآبه .. حيث لا يتنفسون هواءا مستعملا !


*

*

*

*

****************************













كلمات قالها احدهم





آثرت ان انقلها هنا ليس فقط لبلاغتها وعمقها





وانما لتحمل مدونتى شيئا منه





وتصير كلماته جزءا من كلماتى





ربما تفعل الكلمات ما يعجز البشر عن فعله





ربما تلتحم وتصير جزءا واحدا متماسكا بينما تبعثرنا انانيتنا وشكوكنا وخوفنا واعاصير حياتنا..





التى دائما ما تجتاحنا وتنتزع احلامنا من جذورها...





لتلقى بها بعيدا...بعيدا جدا





حيث لا نعرف





ولا حتى ندرك





يراودنا حينها احساس, او دعنا نقول تنبؤ... باننا يوم ما, سنبحث عن تلك الاحلام التائهة فى فضاء فسيح...

فضاء يخلو من كل شىء سوى تلك البقايا المبعثرة لذواتنا

واشلاء ممزقة كانت يوما ما تجتمع معا لتكون ملامحا ممزقة

لازالت تحلم بالخروج من عتمة خوف وضيق وانكسار كان خاليا من كل شىء

الا صدق النفس مع النفس فيما تشعر وتحلم وتتمنى وتشتاق وتتطلع

واحيانا


تحب



اتساءل احيانا

ماذا لو كانت البداية مختلفة

او ان كانت البداية لم تبدأ

تفكير جنونى

لازلت اذكر حينما ترك عالمنا ليرحل هربا من نهاية اظنه كان يشعر بقدومها

حاول الهروب لكنى بحماقة منقطعة النظير

طلبت منه الا يرحل

الومنى كثيرا

فانا السبب فى فراق يشطرنى الآن

فراق جعل منى بقايا لشىء ما كان يوما يطير فرحا وينفطر حزنا بل وقد يجن صراخا ايضا

ولكن صوتا يوقفنى عن جلد ذاتى ليذكرنى باننى لم اكن لاجرؤ على تصور اختفاءه من حياتى

والآن

لا بديل

للاسف



لا بديل

ولكنى لازلت احتفظ له بشىء ما

ها هو








ودعاء ان يحفظه الله
دعاء من القلب
^_^










Friday, July 11, 2008

انا وفادى

عذرا ان كنت قد تسببت فى ارتفاع مبيعات ادوية ضغط الدم ولو بنسبة ضئيلة تساوى عدد من قرأوا وزاروا المدونة فى الايام الاخيرة
ولكنهاا لحياة
تشعرك كلماتى اننى عجوز شارفت على الموت وتستعد الآن بشراء كفنها وتقديم وصيتها وكل تلك الطقوس التى يفعلهاا لقادر عليها حينما يشارف على نهايه العمر
اؤكد لك سيدى القارىء انك ولله الحمد
غلطان
(عادى كلنا بنغلط بالمناسبة)
اما عن عنوان البوست فهو الامر الذى يخرج بالمدونة عن سياقها ونهجها فى الاونة الاخيرة املا منى فى استعادة بعض المرح الذى يتوافق ولونها الوردى الهادى والذى يتنافى والوان تدويناتها القاتمة السواد
كنت استقل حافلة
على يمينى يجلس رجل خمسينى ملتح يبدو عليه الصلاح وعن يسارى يقف طفل فى الخامسة يبدو انه سأم ان تبقيه والدته بجوارها فقرر التنزه بالحافلة حاملا (عوامة) و(كرة جلدية) وحريصا على ان يظهر شعره الناعم المنسدل على عينيه فى مظهر لائق رغم انشغال كلتا يديه باحماله الصغيره
وقف بجانبى وقد سقطت كرته
فناولته اياها: كورتك يا كابتن
فأجابنى فى اباء:شكرا
واكمل طريقه ليصل الى نهاية الحافلة وكأنه فى جولة تفقدية
ثم همّ عائدا وكأنه قد اكمل عمله على افضل ما يكون ومر بجانبى فسقطت عوامته
فناولته اياها :عوامتك يا كابتن
فأجابنى فى ضيق:شكرا
وفجأة
وقفت الحافلة فجأة مما سبب سقوط العوامة والكرة وحارسهما الصغير
سقط على وجهه
حملته من على الارض واجلسته بجوارى وظللت اهدأه وهو يصيح:
كورتى
فالتقطتها واعطيته اياها
فصاح مرة اخرى
عوامتى
فالتقطتها ووضعتها فى رقبته وظللت احادثه
يا كابتن ماهو مفيش حد يتمشى فى الاتوبيس كدا كأنه فى جنينه بيتهم
بيتنا مفيهوش جنينه
ولا احنا
صاحبى بيته فيه جنينه
انا لو منك اسيب الكورة دى فى البيت وماخودهاش الا وانا رايح لصاحبى العب فى جنينه بيتهم
طيب هاسيبها بس انا بردو بحب العب بيها عند تيته
هى عندها جنينه ؟
لاء
ولا تيته بتاعتى عندها جنينه
واجده يضحك عاليا
فانسى كل شىء واضحك انا الاخرى
ويسألنى
اسمك ايه
شهد ..وانت؟
فاذا بصوت والدته يجيبنى
يلا يا فادى صدعت طنط
انا ماشى بقى هابقى اركب الاتوبيس تانى
وانا كمان
باى
باى
وتمسك والدته بيده وباليد الاخر يمسك هو كرته وتظل عوامته معلقة برقبته كما وضعتها انا
وبينما انا ارقبه حتى يغيب عن نظرى اذا بصوت الرجل الخمسينى ينطلق بجوارى
اهو طلع فادى
وايه يعنى
مسيحى يعنى
لم استطع الرد
لم اكن بحاجة ان ينبهنى الى هذه الملحوظة فقد لمحت الصليب على يديه الصغيريتين منذ ان كان يتفقد الحافلة
ولكننى ظللت افكر
ما هو تحديدا شأنى انا بكونه فادى او شأنه هو بكونى شهد
وفجأة وجدت من ينادى ملوحا
باى باى يا شهد
فاذا بى الوح انا الاخرى
باى باى يا فادى
وتركا الحافلة هو ووالدته وقد توقفت الحافلة فى احدى الاشارات
وظللت انا اتابعه بنظرى
وظل هو ملتفتا برأسه الى الخلف ملوحا