تكمن عبقرية التحرير فى تسميته ومكانه
فتسميته تنم عن نية هؤلاء الثوار الابطال فى تحرير مصر من اكبر طغاتها بل واعظمهم قدرا فى عيون نفسه واذهان المسبحين بحمده طيلة الثلاثين عاما الماضية
ولكن هنا نتوقف قليلا عند عبقرية المكان
ولن ازعجك قارئى العزيز بذكر معلومات تاريخية قد لا تحب سردها لك ضمن هذه السطور ان كنت من محبى المقالات التيك اواى
اما ان كنت مهتم بمعرفة تاريخه فهذا الرابط يكفيك لمعرفة كل شىء عن تاريخ هذا الميدان
ولكنى ايضا لست هنا للحديث عن التاريخ
ولكن ما جعلنى اندهش هو اختيار الثوار لاجمل مناظر القاهرة لتكون خلفية معمارية رائعة لصورة نضالهم المعلقة فى قلوبنا
فتجد فى كل القنوات وصفحات الانترنت صورة لثوار الميدان وخلفهم تلك البنايات العتيقة ذات الطابع الاجنبى بالوانها الرائعة وعبق التاريخ الذى يمتلىء به تصميمها المعمارى
وتتسائل
كيف تتجلى العبقرية فى الاختيار لهذا الحد؟
اعتقد انه ان نم عن شىء فانه يعبر عن مدى عظمة الثورة والثوار
ورغم ان بقية المحافظات اختارت فى الغالب الاعم ميادين مشهورة وعتيقة الا انها فى كل الاحوال لم تكن ميادين جديدة
بل كانت ميادين ذات طابع قديم بنيت فى عهد الاسرة العلوية
اما ما بنى فى عهد مبارك فكانت التجمعات مقتصرة فيه على محاولات لهدمه او حرقه او محاولات لمنع البعض من نهبه او حرقه
ومن هنا نستطيع ان نستشف ان الاعمال العظيمة حتى وان كانت جمادا لا يشعر ولا يتكلم فانها احيانا يكون لها دور فى قيادة الاحداث
فقط لانها عظيمة
فذلك العصر الذى بنيت فيه تلك التحف المعمارية كبنايات سكنية ابى الا ان يكون له دور فى تحديد مسار النهضة فى مصر بعد عشرات السنين
واليوم بعد طرد الاحتلال الانجليزى والفرنسى والصهيونى والمباركى اشعر انى اتنفس هواءا افضل حتى وان كانت السحابة السوداء لم تفارق ارضنا بعد
لذلك .. عاشت مصر حرة
فى ميدان التحرير
وفى كل الميادين المحررة